responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 506

يا ذؤال، فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: «لا تقولي ذؤال فإنه شر السباع، و ذؤال ترخيم ذؤالة و القرم السيد» .

الذيخ:

بكسر الذال ذكر الضباع الكثير الشعر و الأنثى ذيخة و الجمع ذيوخ و أذياخ و ذيخة.

روى البخاري في أحاديث الأنبياء، و في التفسير عن إسماعيل بن عبد اللّه قال: حدثني أخي عبد الحميد، و عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، عن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: «يلقى إبراهيم عليه الصلاة و السلام أباه يوم القيامة و على وجه آزر قترة و غبرة، فيقول له إبراهيم عليه السلام: أ لم أقل لك أن لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أن يكون أبي في النار؟فيقول اللّه تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، فيقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار» [1] . و رواه النسائي و البزار و الحاكم في آخر المستدرك. عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يدخله الجنة قال: فينادي إن الجنة لا يدخلها مشرك لأن اللّه حرم الجنة على كل مشرك، قال:

فيقول: «أي رب أبي فيحول في صورة قبيحة، و ريح منتنة فيتركه» . قال: فكان أصحاب النبي صلى اللّه عليه و سلم يرون أنه إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و لم يزدهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على ذلك. ثم قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ثم روى الحاكم عن حماد بن سلمة عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول: يا أبت أي ابن كنت لك فيقول: خير ابن فيقول: هل أنت مطيعي اليوم؟فيقول:

نعم. فيقول خذ بازرتي فيأخذ بازرته ثم ينطلق حتى يأتي اللّه و هو يعرض الخلق، فيقول: يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت فيقول: أي رب و أبي معي فإنك وعدتني أن لا تخزيني. قال: فيمسخ اللّه أباه ضبعا ثم يلقى في النار فيؤخذ بأنفه، فيقول اللّه تعالى: يا عبدي أبوك هو فيقول لا و عزتك» . ثم قال: صحيح على شرط مسلم، و في حديث خزيمة بن ثابت أو ابن حكيم السلمي البهزي و ليس بالأنصاري: «و الذيخ محرنجم أي كالح منقبض من شدة الجذب» . و هو حديث طويل شرحه ابن الأثير في أوائل كتاب مثال الطالب، و الحكمة في كونه مسخ ضبعا، دون غيره من الحيوان أن الضبع أحمق الحيوان، كما سيأتي إن شاء اللّه، في أمثال الضبع.

و من حمقه أنه يغفل عما يجب التيقظ له. و لذلك قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه: لا أكون كالضبع تسمع اللدم فتخرج حتى تصاد. و الدم الضرب الخفيف، فلما لم يقبل آزر النصيحة من أشفق الناس عليه، و قبل خديعة عدوه الشيطان أشبه الضبع الموصوفة بالحمق. لأن الصياد إذا أراد أن يصيدها رمى في جحرها بحجر فتحسبه شيئا تصيده، فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك.

و يقال لها و هي في جحرها: أ طرفي أم طريق خامري أم عامر أبشري بجراد عظلى و شاة هزلى، فلا يزال يقال لها ذلك، حتى يدخل عليها الصائد، فيربط يديها و رجليها، ثم يجرها. و لأن آزر لو مسخ كلبا أو خنزيرا لكان فيه تشويه الخلقة، فأراد اللّه تعالى إكرام إبراهيم عليه الصلاة و السلام بجعل أبيه على هيئة متوسطة. قال في المحكم: يقال ذيخته أي ذللته فلما خفض إبراهيم لأبيه جناح الذل من الرحمة، فلم يقبل حشر، بصفة الذل يوم القيامة. و هذه الحكمة هي أحد الأسباب


[1] رواه البخاري في تفسير سورة: 26.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست