responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 504

و اجسر و أيقظ [1] و أعق‌ [2] و ألأم‌ [3] من ذئب» . و قالوا: «أخوك أم الذئب‌ [4] و قالوا [5] :

«أخف رأسا من الذئب» . لأنه ينام بإحدى مقلتيه كما تقدم. و سيأتي له ذكر في أمثال الغراب.

و قالوا في الدعاء على العدو: رماه اللّه بداء الذئب أي الجوع، و قالوا: الذئب يكنى أبا جعدة كما تقدم، و قالوا [6] : «من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم» . أي ظلم الغنم، و يجوز أن يراد به ظلم الذئب، حيث كلفه ما ليس في طبعه، و أول من قال ذلك أكثم بن صيفي، و قاله عمر رضي اللّه تعالى عنه في قصة سارية بن حصن المشهورة، و ذلك أنه كان يخطب يوم الجمعة بالمدينة فقال في خطبته: «يا سارية بن حصن الجبل الجبل من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم» . فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، و لم يفهموا مراده فلما قضى صلاته، قال له علي كرم اللّه وجهه: ما هذا الذي قلته؟قال: أو سمعته؟قال: نعم. أنا و كل من في هذا المسجد. قال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا و ركبوا أكتافهم، و أنهم يمرون بجبل فإن عدلوا إليه، قاتلوا من وجدوا و ظفروا، و إن جاوزوه هلكوا فخرج مني هذا الكلام، فجاء البشير بعد شهر، فذكر أنهم سمعوا في ذلك اليوم، في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل، صوتا يشبه صوت عمر رضي اللّه تعالى عنه يقول: يا سارية بن حصن الجبل الجبل!فعدلوا إليه ففتح اللّه عليهم. كذا نقله في تهذيب الأسماء و اللغات، و في طبقات ابن سعد و أسد الغابة أنه سارية بن زنيم بن عمرو بن عبد اللّه بن جابر.

و أنشدوا في معنى هذا المثل البيت:

و راعي الشام يحمي الذئب عنها # فكيف إذا الرعاة لها ذئاب!

كان يحيى‌ [7] بن معاذ الرازي رحمه اللّه تعالى يقول لعلماء الدنيا في زمانه: يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية [8] و بيوتكم كسروية، و أثوابكم طالوتية، و أخفافكم جالوتية، و أوانيكم فرعونية، و مراكبكم قارونية، و موائدكم جاهلية، و مذاهبكم شيطانية، فأين المحمدية.

الخواص:

إذا علق رأس الذئب في برج حمام لم يقربه سنور و لا شي‌ء يؤذي الحمام. و كعب الذئب الأيمن إذا علق على رأس رمح، ثم اجتمع عليه جماعة لم يصلوا إليه ما دام الكعب معلقا على رمحه. و عينه اليمنى من علقها عليه لم يخف لصا و لا سبعا. و خصيته إذا شقت و ملحت بملح و سقي منها وزن مثقال بماء الجرجير من به وجع الخاصرة ابرأه، و هو نافع أيضا لذات الجنب إذا شرب منها بماء حار و عسل. و دمه ينفع من الصمم إذا ديف بدهن الجوز و قطر في الأذن. و دماغه يداف بماء السذاب و الزيت و يدهن به الجسد ينفع من كل علة ظاهرة و باطنة في البدن من البرد.


[1] جمهرة الأمثال: 2/338.

[2] جمهرة الأمثال: 2/60.

[3] جمهرة الأمثال: 2/61.

[4] جمهرة الأمثال: 1/137.

[5] جمهرة الأمثال: 1/346.

[6] جمهرة الأمثال: 2/214.

[7] يحيى بن معاذ بن جعفر الرازي، واعظ، زاهد من أهل الري. مات بنيسابور سنة 258 هـ-.

[8] قيصرية: نسبة إلى قيصر ملك الروم، و كسروية: نسبة إلى كسرى ملك الفرس. طالوتية: نسبة إلى طالوت. جالوتية: نسبة إلى جالوت. و قارونية: نسبة إلى قارون. كل ذلك كناية عن كثرة التنعم، و الاختلاف و الفرقة.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 504
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست