responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 503

رضي اللّه تعالى عنه و اللّه ما سمعت بالسكين قط، إلا يومئذ و ما كنا نقول إلا المدية و استدل بهذا الحديث من جوز أن المرأة تستلحق اللقيط، و أنه يلحقها لأنها أحد الأبوين. و نقله صاحب التقريب عن ابن سريج و الأصح أنه لا يلحقها إذا استلحقته لإمكان إقامة البينة على الولادة بطريق المشاهدة بخلاف الرجل. و فيه وجه ثالث يلحق الخلية دون المزوّجة، لتعذر الإلحاق بها دونه، و إذا قلنا يلحقها بالاستلحاق. و كان لها زوج لم يلحقه في الأصح و ليس المراد بالزوج من هي في عصمته، بل كونها فراشا، لشخص لوثبت نسب اللقيط منها بالبينة، لحق صاحب الفراش سواء كانت في العصمة أو في العدة. و روى الإمام أحمد و الطبراني بإسناد جيد أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال:

«الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ القاسية إياكم و الشعاب و عليكم بالعامة و الجماعة و المساجد» [1] . و في تاريخ ابن النجار عن وهب بن منبه قال: بينما امرأة من بني إسرائيل، على ساحل البحر تغسل ثيابها، و صبي لها يدب بين يديها، إذ جاء سائل فأعطته لقمة من رغيف كان معها، فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم الصبي، فجعلت تعدو خلفه و تقول: يا ذئب ابني يا ذئب ابني، فبعث اللّه ملكا فنزع الصبي من فم الذئب و رمى به إليها. و قال: لقمة بلقمة.

و هو في الحلية عن مالك بن دينار و قال: أخذ السبع صبيا لامرأة فتصدقت بلقمة فرماه السبع فنوديت لقمة بلقمة. و روى الإمام أحمد في الزهد عن سالم بن أبي الجعد، قال: خرجت امرأة و كان معها صبي لها، فجاء الذئب فاختلسه منها فخرجت في أثره و كان معها رغيف، فعرض لها سائل فأعطته الرغيف، فجاء الذئب بصبيها فرده عليها و قد تقدم نظير ذلك عنه في باب الهمزة في الأسود السالخ. قال ابن سعد كان موسى بن أعين راعيا بكرمان في خلافة عمر بن عبد العزيز فكانت الذئاب و الشاة و الوحش ترعى في موضع واحد فبينما نحن ذات ليلة إذ عرض الذئاب لشاة، فقلنا ما نرى الرجل الصالح إلا قد مات، فنظرنا فإذا عمر بن عبد العزيز قد مات تلك الليلة، و ذلك لعشر بقين من شهر رجب سنة إحدى و مائة كما تقدم في الأوز و كانت مدة خلافته سنتين و خمسة أشهر. و روى الإمام أحمد في الزهد أيضا عن مالك بن دينار قال: لما استعمل عمر بن عبد العزيز على الناس، قال رعاة الشاة: من هذا العبد الصالح الذي قام على الناس؟ قيل لهم: و ما أعلمكم بذلك قالوا إنه إذا ولي على الناس خليفة عدل كفت الذئاب و الأسد عن شياهنا.

الحكم:

يحرم أكله لتقويته بنابه.

الأمثال:

وصفته العرب بأوصاف مختلفة فقالوا [2] : «أغدر من ذئب» . و اختل‌ [3] و أخبث‌ [4]

و اخون‌ [5] و أجول و أعتى و أعوى و أظلم‌ [6] و أحرأ و أكسب‌ [7] و أجوع‌ [8] و أنشط [9] و أوقح‌ [10]


[1] رواه ابن حنبل: 5-233-243.

[2] جمهرة الأمثال: 1/136.

[3] جمهرة الأمثال: 1/355.

[4] جمهرة الأمثال: 1/375.

[5] جمهرة الأمثال: 1/356.

[6] جمهرة الأمثال: 2/27.

[7] جمهرة الأمثال: 2/146.

[8] جمهرة الأمثال: 1/268.

[9] جمهرة الأمثال: 2/251.

[10] جمهرة الأمثال: 2/275.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 503
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست