responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 451

و عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما، أنها الثعبان الذي كان في جوف الكعبة، و اختطفه العقاب، حين أرادت قريش بناء البيت الحرام، و أن الطائر حين اختطفها، ألقاها بالحجون، فالتقمتها الأرض، فهي الدابة التي تخرج تكلم الناس، و تخرج عند الصفا. قاله محمد بن الحسن المقري، و هو غريب غير أن الرجل من أهل العلم، و لذلك حكينا قوله، و قال القرطبي: أنها فصيل ناقة صالح، لقوله في الحديث: «تخرج و لها رغاء» . و الرغاء لا يكون إلا للإبل و هو غريب أيضا. و في الميزان للذهبي، عن جابر الجعفي أنه كان يقول: دابة الأرض علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه. قال: و كان جابرا الجعفي شيعيا يرى الرجعة أي أن عليا رضي اللّه تعالى عنه يرجع إلى الدنيا، و قال الإمام أبو حنيفة رضي اللّه تعالى عنه: ما لقيت أحدا أكذب من جابر الجعفي، و لا أفضل من عطاء بن أبي رباح. و قال الإمام الشافعي رضي اللّه تعالى عنه: أخبرني سفيان بن عيينة قال: كنا في منزل جابر الجعفي فتكلم بشي‌ء، فخرجنا مخافة أن يقع علينا السقف، قلت: و مع ذلك روى له أبو داود و الترمذي و ابن ماجة، و وفاته سنة ست و ستين و مائة. و اختلف العلماء في كيفية خلق الدابة اختلافا كثيرا فقيل إنها على خلقة الآدميين و قيل: جمعت خلق كل حيوان.

و هنا فائدة

: و هي أن المفسرين اختلفوا في تفسير قوله‌ [1] تعالى: أَخْرَجْنََا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ اَلْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ قيل: تكلمهم ببطلان الأديان، سوى دين الإسلام، قاله السدي. و قيل:

كلامها أن تقول لواحد: هذا مؤمن، و تقول لآخر: هذا كافر. و قيل: كلامها ما قاله‌ [2] اللّه عز و جل‌ أَنَّ اَلنََّاسَ كََانُوا بِآيََاتِنََا لاََ يُوقِنُونَ و يكون كلامها بالعربية. و روي عن علي رضي اللّه تعالى عنه، إنه قال: ليست بدابة لها ذنب و لكن كالحية. كأنه يشير إلى أنها رجل و الاكثرون على إنها دابة. و روى ابن جريج عن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال: رأسها رأس ثور، و عيناها عينا خنزير، و أذنها أذن فيل، و قرنها قرن ايل، و صدرها صدر أسد، و لونها لون نمر، و خاصرتها خاصرة هر، و ذنبها ذنب كبش، و قوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا. و روى الثعلبي عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما أنه قال: تخرج الدابة من صدع في الصفا تجري كجري الفرس ثلاثة أيام و ما خرج ثلثها. و روي أيضا عن حذيفة بن اليمان رضي اللّه تعالى عنه أنه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «الدابة تخرج من أعظم المساجد حرمة عند اللّه تعالى، بينما عيسى عليه السلام يطوف بالبيت، و معه المسلمون، فتضطرب الأرض من تحتهم، و ينشق الصفا مما يلي المسعى و تخرج الدابة من الصفا، أول ما يبدو منها رأسها، ملمعة ذات وبر و ريش، لا يدركها طالب، و لا يفوتها هارب، تسم الناس مؤمنا و كافرا أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري، و تكتب بين عينه: مؤمن، و أما الكافر فتترك في وجهه نكتة سوداء و تكتب بين عينيه: كافر. و روي عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما أنه قرع الصفا بعصاه، و هو محرم، و قال: إن الدابة لتسمع قرع عصاي هذه. و عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنهما أنه قال: تخرج الدابة من شعب أبي قبيس رأسها في السحاب و رجلاها في الأرض. و عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم


[1] سورة النمل: الآية 82.

[2] سورة النمل: الآية 82.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست