اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 442
المنازل لديه و عبر بالدواب ليتأكد ذمهم، و ليفضل الكلب و الخنزير و الفواسق الخمس، و غيرها عليهم. و الدواب كل ما دب يجمع الحيوان بجملته.
و في الصحيحين: عن أبي قتادة رضي اللّه تعالى عنه قال: إن النبي صلى اللّه عليه و سلم مر عليه بجنازة، فقال [1] : «مستريح و مستراح منه» قالوا: يا رسول اللّه ما المستريح و المستراح منه؟فقال صلى اللّه عليه و سلم:
«العبد المؤمن مستريح من وصب الدنيا و نصبها إلى رحمة اللّه تعالى و العبد الفاجر تستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب» . و في سنن أبي داود و الترمذي و النسائي بأسانيد صحيحة عن إبراهيم بن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم [2] قال: «ما من دابة إلا و هي مصيخة يوم الجمعة خشية أن تقوم الساعة» . يروي مصيخة و مسيخة بالصاد و السين و الأصل الصاد و معانهما منصتة مستمعة.
و في الحلية: في ترجمة أبي لبابة الأنصاري رضي اللّه تعالى عنه، و هو من أهل الصفة، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال [3] : «إن يوم الجمعة سيد الأيام و أعظمها عند اللّه تعالى من يوم الفطر و يوم الأضحى ما من ملك مقرب، و لا سماء و لا أرض، و لا جبال و لا رياح، و لا بحر إلا و هو مشفق من يوم الجمعة أن تقوم الساعة» . و في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه، قال:
أخذ النبي صلى اللّه عليه و سلم بيدي و قال [4] : «خلق اللّه التربة يوم السبت، و خلق فيها الجبال يوم الأحد، و خلق الشجر يوم الاثنين، و خلق المكروه يوم الثلاثاء، و خلق النور يوم الأربعاء، و بث فيها الدواب يوم الخميس، و خلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى المغرب» .
و اعلم: أنه سبحانه و تعالى يخلق ما يشاء بلا كلفة و نصب، و يختار ما يشاء بلا زلفة و سبب، يخلق ما يشاء بلا علاج، و يختار ما يشاء بلا احتياج، يخلق ما يشاء علما بربوبيته، و يختار ما يشاء دلالة على وحدانيته، سبحانه و تعالى عما يقول الظالمون و الجاحدون علوّا كبيرا. و في كامل ابن الأثير إن كسرى كان له خمسون ألف دابة و ثلاثة آلاف امرأة.
غريبة:
في تاريخ ابن خلكان، في ترجمة ركن الدولة بن بويه، أنه حارب عدوا له و ضاقت الميرة على الطائفتين، حتى ذبحوا دوابهم، و لو أمكن ركن الدولة الانهزام لفعل، فاستشار وزيره أبا الفضل بن العميد في الهرب، فقال له: لا ملجأ لك إلا إلى اللّه تعالى، فانو للمسلمين خيرا، و صمم العزم على حسن السيرة و الإحسان، فإن الحيل البشرية كلها تقطعت بنا، و إن انهزمنا تبعونا و قتلونا، و هم أكثر منا، فقال قد سبقتك إلى هذا يا أبا الفضل، قال أبو الفضل: ثم إن ركن الدولة استدعاني في تلك الليلة في الثلث الأخير، و قال: رأيت الساعة في منامي كأني على
[1] رواه البخاري في الرقاق: 42. و مسلم في الجنائز: 61. النسائي جنائز: 48-49. الموطأ جنائز: 55، أحمد: 5/296.