responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 33

و أعنق، و الكثير أتن و أتن. و استأتن الرجل أي اشترى أتانا، و اتخذها لنفسه. قال محمد بن سلام: حدثني رجل من قريش قال: خرج خالد بن عبد اللّه القسري‌ [1] يوما يتصيد، و هو أمير العراق فانفرد عن أصحابه فإذا هو بأعرابي على أتان له هزيل و معه عجوز فقال له خالد ممن الرجل فقال من أهل المآثر و الحسب و المفاخر قال: فأنت إذن من مضر فمن أيها أنت؟قال من الطاعنين على الخيول، المعانقين عند النزول. قال: فأنت إذن من عامر، فمن أيها أنت؟قال: من أهل الرفادة، و الكرم و السيادة، قال فأنت إذن من جعفر، فمن أيها أنت؟قال: من بدورها و شموسها و ليوثها، في خميسها قال: فأنت إذن من الخواص. فما أقدمك هذه البلاد؟قال: تتابع السنين و قلة رفد الرافدين. قال فمن أردت بها؟قال: أميركم هذا الذي رفعته أمرته و حطته أسرته. قال: فما أردت منه؟قال: كثرة ماله لا كرم آبائه. قال: ما أراك إلا قد قلت فيه شعرا فقال لامرأته:

أنشديه، فقال:

كم تجشمنا مدح اللئيمـ # ة اليوم إن مدح اللئيم ذل‌

قال: أنشديه فأنشدته:

إليك ابن عبد اللّه بالجد أرقلت # بنا البيدعيس كالقسي سواهم

عليها كرام من ذؤابة عامر # أضربهم جدب السنين العوارم

يردن امرأ يعطي على الحمد ماله # و هانت عليه في الثناء الدراهم

فإن تعط ما تهوى فهذا ثناؤنا # و إن تكن الأخرى فما ثمّ لا ثم‌

فقال له خالد: يا عبد اللّه، ما أعجبك و شعرك، جئت على أتان هزيل، و تزعم إنك جئت على عيس؛ و قد ذكرت الرجل في شعرك، بخلاف ما ذكرت في كلامك. فقال: يا ابن أخي ما تجشمنا من مدح اللئيم، كان أشد من الكذب في شعرنا فقال له خالد: أ تعرف خالدا؟قال: لا قال: فأنا هو خالد. قال: أسألك باللّه هو أنت خالد؟قال إي و الذي سألتني به أنا خالد، و أنا معطيك غير مكافئك، فقال: يا أم جحش اصرفي وجه أتانك فقال لها خالد: لا تفعلي و أقيمي أنت و زوجك فقال الرجل: لا و اللّه لا رزأت امرأ درهما بعد أن أسمعته ما يكره، و صرف وجه أتانه و مضى. فقال خالد: بمثل هذا الفعل نال هذا و آباؤه ما نالوا.

و روى البيهقي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «من لبس الصوف، و حلب الشاة، و ركب الأتن، فليس في جوفه من الكبر شي‌ء» . و هو كذلك في الكامل في ترجمة عبد الرحمن بن عمار بن سعد.

و عن جابر و أبي هريرة رضي اللّه عنهما أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «براءة من الكبر لباس الصوف و مجالسة فقراء المؤمنين و ركوب الحمار و اعتقال العنز و أكل أحدكم مع عياله» . و في الاستيعاب و غيره أن زرارة بن عمرو النخعي قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في النصف من رجب سنة تسع «فقال:


[1] خالد القسري هو ابن عبد اللّه بن يزيد بن أسد، من بجيلة، من خطباء العرب و من أجوادهم توفي سنة 126 هـ.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست