اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 32
من الإبل و الثلة قطيع من الغنم و الثاغية الشاة و الراغية الإبل. قالوا: و من رأى أنه ملك إبلا في منامه، نال عقبى حسنة و سلامة في دينه و معتقده لقوله [1] تعالى: أَ فَلاََ يَنْظُرُونَ إِلَى اَلْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ فإن قال: رأيت جمالا فربما دل على الأعمال السيئة لقوله تعالى: وَ لاََ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ حَتََّى يَلِجَ اَلْجَمَلُ فِي سَمِّ اَلْخِيََاطِ و لقوله [2] تعالى: إِنَّهََا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ `كَأَنَّهُ جِمََالَتٌ صُفْرٌ و إن قال: رأيت انعاما و أنا أسرحها في المنام، فإنه يدل على تذلل الأمور الصعاب و ظهور النعمة عليه لقوله [3] تعالى: وَ اَلْأَنْعََامَ خَلَقَهََا لَكُمْ فِيهََا دِفْءٌ وَ مَنََافِعُ وَ مِنْهََا تَأْكُلُونَ ، إلى قوله تسرحون. و من رأى أنه يرعى إبلا عرابا ولي على قوم من الأعراب و من رأى إبلا كثيرة في بلد فإنها تدل على أمراض و حروب. و قال الجيلي [4] : من رأى أنه يملك إبلا نال مقدرة و سطوة. و قال أرطاميدورس:
من أكل لحم الإبل في منامه مرض. و قال محمد بن سيرين إمام المعبرين: و من أعلام التابعين لا بأس بأكل لحم الإبل لقوله [5] تعالى: وَ اَلْأَنْعََامَ خَلَقَهََا لَكُمْ فِيهََا دِفْءٌ وَ مَنََافِعُ وَ مِنْهََا تَأْكُلُونَ .
و ستأتي بقيته إن شاء اللّه تعالى في باب الجيم في لفظ الجمل و اللّه أعلم.
الأبابيل
: واحدته ابالة و قال أبو عبيد القاسم بن سلام: لا واحد لها من لفظها. و قيل:
واحدها أبول كعجول و قيل: إبيل كسكّيت. و قيل: إيبال كدينار، و دنانير، و ذكر الفارسي أنه سمع في واحده ابالة بالتشديد. و حكى الفرّاء إبالة بالتخفيف. و اختلفوا في قوله [6] تعالى:
وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبََابِيلَ فقال سعيد بن جبير: هي طير تعشش بين السماء و الأرض و تفرخ، و لها خراطيم كخراطيم الطير، و أكف كأكف الكلاب و عن عكرمة أنها طيور خضر خرجت من البحر لها رءوس كرءوس السباع. و قال ابن عباس رضي اللّه عنهما بعث اللّه الطير على أصحاب الفيل كالبلسان و قيل: كانت كالوطاويط. و قال عبادة بن الصامت: أظنا الزرازير.
و قالت عائشة رضي اللّه تعالى عنها، هي أشبه شيء بالخطاطيف. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب السين أنها السنونو الذي يأوي الآن في المسجد الحرام الواحدة سنونة، و الأبيل راهب النصارى و كانوا يسمون عيسى بن مريم عليهما السلام أبيل الأبيليين قال الشاعر:
أما و دماء مائرات تخالها # على قنة العزى و بالنّسر عندما
و ما سبح الرهبان في كل بيعة # أبيل الأبيليين عيسى بن مريما
لقد ذاق منا عامر يوم لعلع # حساما إذا ما هزّ بالكف صمما
و الإبالة بالكسر الحزمة من الحطب. و في المثل: «ضغث على إبالة [7] أي بلية على أخرى كانت قبلها و اللّه الموفق.
الأتان:
بفتح الهمزة و بالتاء المثناة فوق الحمارة، و لا تقل أتانة، و يقال ثلاث آتن مثل عناق