responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 304

المشهور. و أما الجن ففيهم النذر. و أما الآية فمعناها من أحد الفريقين، كقوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ وَ اَلْمَرْجََانُ [1] و إنما يخرجان من الملح دون العذب. و قال منذر بن سعيد البلوطي: قال ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه: إن الذين لقوا النبي صلى اللّه عليه و سلم من الجن، كانوا رسلا إلى قومهم، و قال مجاهد: النذر من الجن، و الرسل من الإنس و لا شك أن الجن مكلفون في الأمم الماضية كما هم مكلفون في هذه الأمة لقوله تعالى: أُولََئِكَ اَلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ اَلْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنَّهُمْ كََانُوا خََاسِرِينَ [2] و قوله تعالى: وَ مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ [3] و قيل المراد: مؤمنو الفريقين. فما خلق أهل الطاعة منهم إلا لعبادته، و ما خلق الأشقياء إلا للشقاوة، و لا مانع من اطلاق العام و إرادة الخاص. و قيل: معناه إلا لآمرهم بعبادتي و أدعوهم إليها و قيل: إلا ليوحدون، فإن قيل: لم اقتصر على الفريقين و لم يذكر الملائكة؟فالجواب أن ذلك لكثرة من كفر من الفريقين، بخلاف الملائكة فإن اللّه قد عصمهم كما تقدم، فإن قيل: لم قدّم الجن على الإنس في هذه الآية؟فالجواب أن لفظ الإنس أخف لمكان النون الخفيفة و السين المهموسة، فكان الأثقل أولى بأوّل الكلام من الأخف لنشاط المتكلم و راحته.

فرع:

كان الشيخ عماد الدين بن يونس رحمه اللّه، يجعل من موانع النكاح اختلاف الجنس، و يقول: لا يجوز للإنسي أن يتزوج جنية لقوله‌ [4] تعالى: وَ اَللََّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوََاجاً و قال‌ [5] تعالى: وَ مِنْ آيََاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوََاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهََا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً فالمودة الجماع و الرحمة الولد. و نص على منعه جماعة من أئمة الحنابلة. و في الفتاوى السراجية: لا يجوز ذلك لاختلاف الجنس. و في القنية سئل الحسن البصري عنه؟فقال:

يجوز بحضرة شاهدين. و في مسائل ابن حرب، عن الحسن و قتادة أنهما كرها ذلك. ثم روي بسند فيه ابن لهيعة، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم «نهى عن نكاح الجن» . و عن زيد العمى، أنه كان يقول: اللهم ارزقني جنية أتزوج بها تصاحبني حيثما كنت. و روى ابن عدي في ترجمة نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، عن الطحاوي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قدم علينا نعيم بن سالم مصر فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه. و روى في ترجمة سعيد بن بشير، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «أحد أبوي بلقيس كان جنيا» . و قال الشيخ نجم الدين القمولي: و في المنع من التزوج نظر، لأن التكليف يعم الفريقين، قال: و قد رأيت شيخا كبيرا صالحا أخبرني أنه تزوج جنية. انتهى قلت: و قد رأيت أنا رجلا من أهل القرآن و العلم، أخبرني أنه تزوج أربعا من الجن، واحدة بعد واحدة. لكن يبقى النظر في حكم طلاقها، و لعانها، و الإيلاء منها، و عدتها، و نفقتها، و كسوتها، و الجمع بينها و بين أربع سواها، و ما يتعلق بذلك.

و كل هذا فيه نظر لا يخفى. قال شيخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه اللّه تعالى: رأيت بخط الشيخ فتح الدين اليعمري، و حدثني عنه عثمان المقاتلي قال: سمعت الشيخ أبا الفتح القشيري


[1] سورة الرحمن: الآية 22.

[2] سورة الأحقاف: الآية 18.

[3] سورة الذاريات: الآية 56.

[4] سورة النمل: الآية 72.

[5] سورة الروم: الآية 21.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست