responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 270

أغنيك عما ترى؟قال: بلى يا رب و لكن لا غنى لي عن بركتك» قال الشافعي: في هذا الحديث نعم المال الصالح مع العبد الصالح. و روى الطبراني و البيهقي عن شعبة عن أبي زهير النميري قال‌ [1] : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «لا تقتلوا الجراد فإنه جند اللّه الأعظم» . قلت هذا، و إن صح، أراد به ما لم يتعرض لإفساد الزرع و غيره، فإن تعرض لذلك، جاز دفعه بالقتل و غيره. و الجند العسكر و الجمع أجناد و جنود. و في الحديث: «الأرواح جنود مجندة» أي مجموعة، كما يقال ألوف مؤلفة، و قناطير مقنطرة. ثم أسند عن ابن عمر: أن جرادة وقعت بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فإذا مكتوب على جناحيها بالعبرانية: نحن جند اللّه الأكبر و لنا تسع و تسعون بيضة و لو تمت المائة لأكلنا الدنيا بما فيها فقال‌ [2] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «اللهم أهلك الجراد اقتل كبارها، و أمت صغارها، و أفسد بيضها، و سد أفواهها عن مزارع المسلمين و معايشهم، إنك سميع الدعاء. فجاءه جبريل عليه السلام و قال: إنه قد استجيب لك في بعضه» . و كذلك أسنده الحاكم في تاريخ نيسابور أيضا ثم أسند الطبراني أيضا عن الحسن بن علي قال: كنا على مائدة نأكل أنا و أخي محمد بن الحنفية و بنو عمي عبد اللّه و قثم و الفضل أولاد العباس، فوقعت جرادة على المائدة فأخذها عبد اللّه و قال لي:

ما مكتوب على هذه فقلت سألت أبي أمير المؤمنين عن ذلك؟فقال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنه فقال لي: «مكتوب عليها: أنا اللّه لا إله إلا أنا رب الجراد و رازقها إن شئت بعثتها رزقا لقوم، و إن شئت بعثتها بلاء على قوم» . فقال عبد اللّه: هذا من العلم المكنون. ثم أسند أيضا هو و أبو يعلى الموصلي عن جابر بن عبد اللّه أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في سنة من سني خلافته فقد الجراد فاهتم لذلك هما شديدا فبعث إلى اليمن راكبا، و إلى الشام راكبا و إلى العراق راكبا، كل يسأل هل رأوا الجراد؟فأتاه الراكب الذي سار إلى اليمن بقبضة منه فنثرها بين يديه فلما رأى عمر الجراد، كبر و قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول؛ «إن اللّه عز و جل خلق ألف أمة ستمائة منها في البحر، و أربعمائة في البر. و إن أوّل هلاك هذه الأمم الجراد، فإذا هلك الجراد، تتابعت الأمم مثل النظام إذا قطع سلكه‌ [3] » . و رواه ابن عدي في ترجمة محمد بن عيسى العبدي و ذكره الحكيم الترمذي في نوادره و قال: إنما صار الجراد أول هذه الأمم هلاكا، لأنه خلق من الطينة التي فضلت من خلق آدم عليه الصلاة و السلام. و إنما تهلك الأمم بهلاك الآدميين لأنها سخرت لهم و هو في الكامل و الميزان في ترجمة محمد بن عيسى بن كيسان. و في الحلية في ترجمة حسان بن عطية. قال الأوزاعي حدثني حسان قال: «إنما مثل الشياطين في كثرتهم كمثل رجل دخل زرعا فيه جراد كثير، فكلما وضع رجله تطاير الجراد يمينا و شمالا و لو لا أن اللّه عز و جل غض البصر عنهم، ما رؤي شي‌ء إلا و عليه شيطان» . و فيها في ترجمة يزيد بن ميسرة قال: كان طعام يحيى بن زكريا عليهما الصلاة و السلام الجراد و قلوب الشجر، و كان يقول: من أنعم منك يا يحيى و طعامك الجراد و قلوب الشجر: و في الجراد خلقة عشرة من جبابرة الحيوان مع ضعفه وجه فرس و عينا فيل و عنق ثور و قرنا أيل و صدر أسد و بطن عقرب و جناحا نسر و فخذا جمل و رجلا نعامة و ذنب حية.


[1] رواه النسائي في الصيد: 37.

[2] رواه الترمذي في الأطعمة: 23، و ابن ماجة في الصيد: 9.

[3] الكامل لابن عدي: 6/2249.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست