responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 248

الأمثال:

قالوا [1] : «أعلم من تيس بني حمان» بكسر الحاء المهملة، و ذلك أن بني حمان تزعم أن تيسهم سفد سبعين عنزا بعد ما فريت أوداجه، ففخروا بذلك و اللّه أعلم. و يقال للتيس قفط و سفد. و في الأذكياء [2] لابن الجوزي أن مزينة أسرت أبا حسان الأنصاري، و قالوا لا نأخذ فداءه إلا تيسا، فغضب قومه، و قالوا: لا نفعل هذا فأرسل إليهم: أعطوهم ما طلبوا فلما جاءوا بالتيس، قال أعطوهم أخاهم و خذوا أخاكم فسموا مزينة التيس، و صار لهم لقبا و عيبا.

الخواص:

جميع بدنه منتن كالإبط، و لحيته تشد على صاحب حمى الربع، و على من به صداع فيزولان. و طحاله يقطعه صاحب الطحال بيده، و يعلقه في بيت هو فيه، فإذا جف الطحال زال ألم المطحول. و رطوبة كبده حال شقها تقطر في الأذن الوجيعة يزول وجعها. و كعبه إذا سحق و شرب هيج الباه و بوله يغلى حتى يغلظ و يخلط بمثله سكرا و يطلى به الجرب في الحمام فإنه يذهب. و بعره إذا وضع تحت رأس صبي يبكي كثيرا يزول عنه. و سيأتي له منافع أخرى في خواص المعز و اللّه أعلم.

باب الثاء المثلثة

الثاغية:

النعجة قالوا: ما له ثاغية و لا راغية، أي لا نعجة و لا ناقة أي ما له شي‌ء و مثله ما له دقيقة و لا جليلة فالدقيقة الشاة و الجليلة الناقة.

الثرملة:

بالضم أنثى الثعالب و سيأتي إن شاء اللّه تعالى ما في الثعلب في هذا الباب.

الثعبان:

الكبير من الحيات ذكرا كان أو أنثى. و الجمع الثعابين و الثعبة ضرب من الوزغ و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الواو. و قال الجاحظ، في كتاب الأمصار: و تفاضل البلدان و الثعابين بمصر و ليست هي في بلد غيرها، و إليها حول اللّه عصا موسى صلى اللّه عليه و سلم، قال اللّه تعالى: فَأَلْقى‌ََ عَصََاهُ فَإِذََا هِيَ ثُعْبََانٌ مُبِينٌ‌ [3] * يعني أنه حولها ثعبانا عظيما و مما يتعلق بخبر الثعبان: أن عبد اللّه بن جدعان‌ [4] ، كان في ابتداء أمره صعلوكا ترب اليدين، و كان مع ذلك شريرا فاتكا لا يزال يجني الجنايات، فيعقل عنه أبوه و قومه حتى أبغضته عشيرته، و نفاه أبوه و حلف لا يؤويه أبدا. فخرج في شعاب مكة حائرا ثائرا، يتمنى الموت أن ينزل به، فرأى شقا في جبل، فظن أن فيه حية فتعرض للشق يريد أن يكون فيه ما يقتله فيستريح، فلم ير شيئا فدخل فيه فإذا فيه ثعبان عظيم له عينان تقدان كالسراجين، فحمل عليه الثعبان. فأفرج له فانساب عنه مستديرا بدارة عند بيت ثم خطا خطوة أخرى، فصفر به الثعبان، فأقبل إليه كالسهم فأفرج له فانساب عنه، فوقف ينظر إليه يفكر في أمره، فوقع في نفسه أنه مصنوع فأمسكه بيديه فإذا هو مصنوع من ذهب، و عيناه ياقوتتان فكسره و أخذ عينيه و دخل البيت، فإذا جثث طوال على سرر لم ير مثلهم طولا و عظما، و عند رءوسهم لوح من فضة فيه تاريخهم، و إذا هم رجال من ملوك جرهم،


[1] جمهرة الأمثال: 2/78.

[2] الأذكياء: 113.

[3] سورة الأعراف: الآية 107.

[4] عبد اللّه بن جدعان التيمي، من الأجواد في الجاهلية.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست