responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 176

المؤمنين، فهل حدث شي‌ء تكرهه؟أو أتاك خبرا رتعت له؟قال لا فلم تزل حتى أخبرها بمقالة خالد، فقالت: و ما قلت لابن الفاعلة؟فقال لها: أ ينصحني و تشتمينه؟فخرجت إلى مواليها و أمرتهم بضرب خالد.

قال خالد: فخرجت من الدار مسرورا بما ألقيت إلى أمير المؤمنين، و لم أشك في الصلة، فبينما أنا واقف، إذ أقبلوا يسألون عني فحققت أنه أمر لي بالجائزة، فقلت لهم: ها أنا ذا، فاستبق إلي أحدهم بخشبة فغمزت برذوني، فلحقني و ضرب كفل البرذون، فركضت ففتهم، و استخفيت في منزلي أياما و وقع في قلبي أني أتيت من أم سلمة. فبينما أنا ذات يوم جالس في المجلس، فلم أشعر إلا بقوم قد هموا علي و قالوا: أجب أمير المؤمنين، فسبق إلى قلبي أنه الموت، فقلت: إنا للّه و إنا إليه راجعون، و اللّه لم أر دم شيخ أضيع من دمي، فركبت إلى دار أمير المؤمنين فأصبته جالسا، و لحظت في المجلس بيتا عليه ستور رقاق، و سمعت حسا من خلف الستر فأجلسني، ثم قال:

ويحك يا خالد وصفت لأمير المؤمنين صفة فأعدها فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، أعلمتك أن العرب إنما اشتقت اسم الضرتين من الضرر، و إن أحدا يكون عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في ضر و تنغيص!فقال السفاح: لم يكن هذا كلامك أولا. قلت: بلى يا أمير المؤمنين، و أخبرتك أن الثلاث من النساء يدخلن على الرجل البئوس، و يشبن الرءوس!فقال السفاح: برئت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إن كنت سمعت هذا منك أو مر في حديثك. قلت: بلى يا أمير المؤمنين، و أخبرتك أن الأربع من النساء شر مجموع لصاحبهن، يشيبنه و يهرمنه. قال: و اللّه ما سمعت هذا منك أولا. قلت: بلى و اللّه. قال: أ تكذبني؟قلت: أ فتقتلني؟نعم و اللّه يا أمير المؤمنين إن أبكار الإماء رجال، إلا أنهن ليس لهن خصى، قال خالد: فسمعت ضحكا من خلف الستر ثم قلت:

و اللّه و أخبرتك أن عندك ريحانة قريش، و أنت تطمح بعينيك إلى النساء و الجواري؟فقيل لي من وراء الستر: صدقت و اللّه يا عماه، بهذا حدثته، و لكنه غير حديثك، و نطق بما في خاطره عن لسانك، فقال له السفاح: قاتلك اللّه. قال خالد: فانسللت و خرجت. فبعثت إلي أم سلمة بعشرة آلاف درهم و برذون و تخت ثياب.

الحكم‌

: هو كعموم الخيل.

الخواص:

إذا شربت امرأة دم برذون لم تحمل أبدا و زبله يخرج المشيمة و الجنين الميت لخاصية فيه. و إذا جفف، و ذر منه في الأنف حبس الرعاف. و إذا ذر على الجراحات حبس الدم.

التعبير:

البرذون في المنام خصومة، و قيل غلام، و يعبر أيضا برجل عجمي. و البراذين رجال أعاجم، و يعبر أيضا بامرأة فمن سرق برذونه طلق زوجته و ضياعه فجور المرأة و اللّه أعلم.

البرغش:

بفتح الباء و الغين المعجمة نوع من البعوض. و أنشد الحافظ زكي الدين عبد العظيم لشيخه الحافظ أبي الحسن المقدسي شيخ والد الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد و وفاته في مستهل شعبان سنة إحدى و عشرين و ستمائة بالقاهرة:

ثلاث باءات بلينا بها # البق و البرغوث و البرغش‌ [1]


[1] البيتان في وفيات الأعيان: 3/291.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست