responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 146

سليمان بن أحمد العباسي، عهد إليه أبوه بالخلافة، و كان قد عهد قبله لولده الآخر المعتمد على اللّه أحمد، ثم خلعه و ولى هذا و استمر أحمد مخلوعا إلى أن مات، فلما مات المتوكل، بويع ابنه العباس، في شهر رجب سنة ثمان و ثمانمائة و استمر في الخلافة إلى أن حوصر الملك الناصر فرج‌ [1] بن برقوق بدمشق، و قيل: بويع له بالسلطنة مضافة إلى الخلافة في يوم السبت خامس عشر المحرم، سنة خمس عشرة و ثمانمائة، اجتمع أهل الحل و العقد و القضاة و الأمراء و من حضر، فسألوه في ذلك فامتنع و اشتد امتناعه و صمم، ثم إنه أجابهم إلى ذلك بعد أن توثق منهم بالأيمان، و لم يغير لقبه.

و ضربت سكة الذهب و الفضة باسمه و تصرف بالولاية و العزل و في الحقيقة إنما كانت إليه العلامة و الخطبة فلما توجه العسكر إلى مصر كانت الأمراء كلهم في خدمته على هيئة السلطنة و لكن الحل و العقد للأمير شيخ‌ [2] . فلما كان اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني دخل مصر، فشقها و الأمراء بين يديه، و كان يوما مشهودا فاستمر إلى القلعة فنزلها و نزل شيخ في الإصطبل بباب السلسلة فلما كان في اليوم الثامن. () [3] دخل شيخ و الأمراء إلى القصر، و جلس الخليفة على تخت المملكة، و خلع على شيخ خلعة عظيمة بطراز لم يعهد مثله، و فوض إليه أمر المملكة، و لقبه بنظام الملك. فكان يدعى لهما على المنابر في الحرمين و غيرهما.

و صار الأمراء إذا فرغوا من الخدمة في القصر، نزلوا إلى خدمة شيخ في الإصطبل، فأعيدت الخدمة عنده و وقع الإبرام و النقض، ثم يتوجه دويداره إلى الخليفة، فيعلم على المناشير و التواقيع، و استمر الأمر على ذلك مدة، و كان شيخ يظن أن الخليفة يتوجه إلى بيته و يستعفي من السلطنة، فلما لم يفعل أعرض عنه، و لم يبق عنده إلا من يخدمه من حاشيته، فلما كان في يوم الاثنين مستهل شعبان أحضر شيخ أهل الحل و العقد و القضاة و الأمراء و المباشرين، فبايعوه بالسلطنة و لقبوه بالملك المؤيد أبي النصر ثم إنه صعد القصر و جلس على تخت المملكة فقبل الأمراء الأرض بين يديه و صافحه القضاة و أهل الوظائف، و أرسل إلى الخليفة يسأله أن يشهد عليه بتفويض السلطنة له على عادة من تقدمه، فأجابه بشرط أن يذهب إلى بيته، فلم يوافقه على ذلك أياما ثم إنه نقله من القصر، و أنزله في دار من دور القلعة، و معه أهله و وكل به من يمنع الناس من الدخول إليه، فلما كان في ذي القعدة قطع الدعاء للخليفة على المنابر. و كان قبل أن يلي السلطنة يدعى له مع السلطان و استمر في الخلافة إلى أن خلع في سنة ست عشرة فلما خرج المؤيد إلى نيروز [4] أرسله إلى


[1] الناصر فرج: هو الملك الناصر فرج بن برقوق بن أنس العثماني من ملوك الجراكسة في مصر بويع له بالسلطنة في مصر سنة 801 هـ-، قتل سنة 815 هـ-.

[2] شيخ: هو شيخ بن عبد اللّه المحمودي الظاهري، أبو النصر، من ملوك الجراكسة في مصر. كان عاقلا شجاعا يقول الشعر، مشيّدا للعمائر. مات سنة 824 هـ-.

[3] بياض في الأصل.

[4] نيروز الحافظي: نائب الديار الشامية أيام المؤيد الشيخ السالف الذكر، و قد تمرّد نيروز على المؤيد فجهز إليه جيشا و قضى عليه سنة 817 هـ- و قتل نيروز.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست