responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 219

فإن يكن قد علا رأسي و غيّره # صرف الزّمان، و تغيير من الشّعر

فقد أروح للذّات الفتى جذلا # و قد أصيد بها أعينا من البقر

عنّي إليك فإنّي لا توافقني # غور الكلام، و لا شرب على الكدر

قال: و قال الحجاج لابن القرية: «ما تقول في التزويج» ؟قال:

«وجدت اسعد الناس في الدنيا، و أقرّهم عينا، و أطيبهم عيشا، و أبقاهم سرورا، و أرخاهم بالا، و أشبّهم شبابا، من رزقه اللّه زوجة مسلمة أمينة عفيفة حسنة لطيفة نظيفة مطيعة، إن ائتمنها زوجها وجدها أمينة، و إن قتّر عليها وجدها قانعة، و إن غاب عنها كانت له حافظة، تجد زوجها أبدا ناعما، و جارها سالما، و مملوكها آمنا، و صبيّها طاهرا، قد ستر حلمها جهلها، و زيّن دينها عقلها، فتلك كالريحانة و النخلة لمن يجتنيها، و كاللؤلؤة التي لم تثقب، و المسكة التي لم تفتق قوّامه صوامة ضاحكة بسّامة، إن أيسرت شكرت، و إن أعسرت صبرت، فأفلح و أنجح من رزقه اللّه مثل هذه، و إنما مثل المرأة السوء كالحمل الثقيل على الشيخ الضعيف، يجرّه في الأرض جرا، فبعلها مشغول، و جارها مقبول، و صبيها مرذول، و قطها مهزول» . قال: «يا ابن القرية، قم الآن فاخطب لي هند بنت اسماء، و لا تزد على ثلاث كلمات» .

فأتاهم، فقال: «جئت من عند من تعلمون، و الأمير يعطيكم ما تسألون، أ فتنكحون أم تدعون» ؟قالوا: «أنكحنا و غنمنا» .

فرجع إلى الحجاج، فقال: «أصلح اللّه الأمير، صلاح من رضي عمله، و مدّ في الخيرات أجله، و بلغ به أمله، جمع اللّه شملك، و أدام طولك، و أقر عينك، و وقاك حينك، و أعلى كعبك، و ذلل صعبك، و حسن حالك على الرفاء و البنين و البنات، و التيسير و البركة، و اسعد السعود و أيمن الجدود، و جعلها اللّه و دودا ولودا، و جمع بينكما على الخير و البركة، فتزوجها الحجاج، ثم إنه دخل ذات يوم عليها و هي تقول:

و ما هند إلاّ مهرة عربيّة # سليلة أفراس تجلّلها بغل

اسم الکتاب : المحاسن و الأضداد المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست