responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 6

لصاحب الفلاحات‌

و كان صاحب الفلاحات يقول بأن النحل أطرب الحيوان كله إلى الغناء، و إن افراخها لتستنزل بمثل الزّجل و الصوت الحسن.

قال الراجز:

و الطّير قد يسوقه للموت # إصغاؤه إلى حنين الصّوت‌

و بعد، فهل خلق اللّه شيئا اوقع بالقلوب و أشدّ اختلاسا للعقول، من الصوت الحسن، لا سيما إذا كان من وجه حسن، كما قال الشاعر:

ربّ سماع حسن # سمعته من حسن

مقرّب من فرح # مبعّد من حزن

لا فارقاني أبدا # في صحة من بدني‌

و هل على الارض رعديد [1] مستطار الفؤاد، يتغنّى بقول جرير بن الخطفي:

قل للجبان إذا تأخّر سرجه # هل أنت من شرك المنية ناجي‌

إلا ثاب إليه روحه، و قوي قلبه؟أم على الأرض بخيل قد تقفّعت‌ [2] أطرافه لؤما، ثم غنى بقول حاتم الطائي:

يرى البخيل سبيل المال واحدة # إنّ الجواد يرى في ماله سبلا

إلا انبسطت أنامله و رشحت أطرافه؟أم هل على الارض غريب نازح الدار بعيد المحل، يتغنى بشعر علي بن الجهم:

يا وحشتا للغريب في البلد النّا # زح ما ذا بنفسه صنعا

فارق أحبابه فما انتفعوا # بالعيش من بعده و لا انتفعا

يقول في نأيه و غربته # عدل من اللّه كلّ ما صنعا

إلا انقطعت كبده حنينا إلى وطنه، و تشوّقا إلى سكنه؟


[1] رعديد: الجبان يرتعد و يضطرب عند القتال جبنا

[2] تقفعت اطرافه: اجتمعت و تقبضت‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست