اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 41
و كان زلزل أضرب الناس للوتر، لم يكن قبله و لا بعده مثله، و لم يكن يغني، و إنما كان يضرب على ابراهيم و ابن جامع و برصوما. و من غنائه في المأمون:
ألا إنما المأمون للناس عصمة # مميّزة بين الضلالة و الرّشد
رأى اللّه عبد اللّه خير عباده # فملّكه، و اللّه أعلم بالعبد
القيني و بعض المغنين على باب يزيد
حدث سعيد بن محمد العجلي عن الاصمعي قال: كان أبو الطمحان القيني، و هو حنظلة بن الشرقي شاعرا مجيدا، و كان مع ذلك فاسقا، و كان قد انتجع يزيد بن عبد الملك، فطلب الإذن عليه أياما فلم يصل، فقال لبعض المغنين: أ لا أعطيك بيتين من شعري تغني بهما أمير المؤمنين، فإن سألك من قائلهما فأخبره أني بالباب، و ما رزقني اللّه منه فهو بيني و بينك!قال: هات. فأعطاه هذين البيتين:
يكاد الغمام الغرّ يرعد إن رأى # محيّا ابن مروان و ينهل بارقه
يظلّ فتيت المسك في رونق الضّحى # تسيل به أصداغه و مفارقه [1]
قال: فغني بهما في وقت أريحيّته، فطرب لهما طربا شديدا، و قال: للّه در قائلهما! من هو؟قال: ابو الطمحان القيني، و هو بالباب يا أمير المؤمنين. قال: و ما قصة الدير؟قال: قيل لابي الطمحان: ما أيسر ذنوبك؟قال ليلة الدير!قيل له: و ما ليلة الدير؟قال: نزلت ذات ليلة بدير نصرانية، فأكلت عندها طفيشلا [2] بلحم خنزير، و شربت من خمرها، و زنيت بها، و سرقت كساءها، و مضيت؛ فضحك يزيد و أمر له بألفي درهم، و قال: لا يدخل علينا!فأخذها أبو الطمحان و انسلّ بها، و خيّب المغنّي.