responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 311

الاطّلاء. قال: نعم. قال: فأقل طلاءك‌ [1] يقلّ جماعك.

قال محمد: قال لي ابن ناجية: و أنا كما تراني شيخ كبير، قد أتى عليّ ثمانون سنة، إذا أحببت الوطء اطّليت في كل خمس عشرة ليلة.

الهدايا

كتب سعيد» بن حميد إلى بعض أهل السلطان في يوم النيروز:

«أيها السيد الشريف، عشت أطوال الأعمار بزيادة من العمر موصولة بقرائنها من الشكر، لا ينقضي حق نعمة حتى يجدد لك أخرى، و لا يمرّ بك يوم إلا كان مقصرا عما بعده، موفيا عما قبله. إني تصفحت أحوال الأتباع الذين تجب عليهم الهدايا إلى السادة[في مثل هذا اليوم‌]، فالتمست التأسّي بهم في الإهداء، و إن قصرت بي الحال عن الواجب، [فرأيت‌]أني إن أهديت نفسي فهو ملك لك، لاحظ فيها لغيرك؛ و رميت بطرفي إلى كرائم مالي، فوجدتها منك، فكنت إن أهديت منها شيئا كالمهدي مالك إليك؛ و فزعت إلى مودتي فوجدتها خالصة لك قديمة غير مستحدثة، فرأيتني إن جعلتها هديتي لم أجدد لهذا اليوم الجديد برّا و لا لطفا؛ و لم أميز منزلة من الشكر بمنزلة من نعمتك، إلا كان الشكر مقصرا عن الحق، و النعمة زائدة على ما تبلغه الطاقة؛ فجعلت الاعتراف بالتقصير عن حقك هدية إليك، و الإقرار بما يجب لك برّا أتوصل به إليك؛ و قلت في ذلك:

إن أهد مالا فهو واهبه # و هو الحقيق عليه بالشكر

أو أهد شكري فهو مرتهن # بجميل فعلك آخر الدهر

و الشمس تستغني إذا طلعت # أن تستضي‌ء بسنّة البدر [2]


[1] الإطلاء: أراد به استعمال مادة يطلي بها عضوه.

[2] السنة: الوجه أو دائرته.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست