اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 278
عبد الملك و أهل الكوفة
و لما دخل عبد الملك بن مروان الكوفة بعد قتل المصعب، أقبل إليه جماعة فقال:
من هؤلاء؟قالوا أمراؤك أهل الكوفة. قال: قتلة عثمان!قالوا: نعم، و قتلة عليّ! قال: هذه بهذه.
بين الكواء و معاوية
قدم عبد اللّه بن الكواء على معاوية، فقال: أخبرني عن أهل البصرة. قال:
يقبلون و يدبرون شتى. قال: فأخبرني عن أهل الكوفة. قال: أنظر الناس في صغيرة و أوقفهم في كبيرة. قال: فأخبرني عن أهل المدينة. قال: أحرص الناس على الفتنة و أعجزهم عنها!قال فأخبرني عن أهل مصر. قال: لقمة آكل. قال: فأخبرني عن أهل الجزيرة. قال: كناسة بين حشّين [1] ، قال: فأخبرني عن أهل الشام. قال: جند أمير المؤمنين، و لا أقول فيهم شيئا!قال: لتقولن. قال: أطوع خلق اللّه لمخلوق، و أعصاهم للخالق، و لا يخشون في السماء ساكنا.
قتادة قال: قيست البصرة في زمن خالد بن عبد اللّه القسري، فوجدوا طولها فرسخين و عرضها فرسخين.
الأصمعي قال: قال ابن شهاب الزهري: من قدم أرضا فأخذ من ترابها فجعله في مائها ثم شربه، عوفي من وبائها.
الأصمعي قال: دخلت الطائف فكأني كنت أبشر، و كأن قلبي ينضح بالسرور؛ و ما أجد لذلك علة إلا انفساخ جوها و طيب نسيمها.
و دخل سليمان بن عبد الملك الطائف فنظر إلى بيادر الزبيب، فقال: ما تلك الجرار السود؟قيل له: ليست بجرار يا أمير المؤمنين، و لكنها بيادر الزبيب. قال: للّه درّ قسيّ، في أي عش أودع فراخه!يريد بقسيّ ثقيفا؛ كذلك كان اسمه.