responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 274

و مما يصاد به الكراكيّ و غيرها من الطير، أن يوضع لهنّ في مواقعهن إناء فيه خمر، و يجعل فيه خربق‌ [1] أسود، و ينقع فيه شعير، ثم يلقى لهنّ، فإذا أكلن منه أخذهنّ الصائد كيف شاء.

و قال غيره: تصاد العصافير بأيسر حيلة: تؤخذ شبكة في صورة المحبرة[اليهودية المنكوسة]، و يجعل في جوفها عصفور، فتنقضّ عليه العصافير و تدخل عليه، فما دخل لم يقدر على الخروج، فيصيد الرجل منها في يومه ما شاء و هو وادع.

و قال: و يصاد طير الماء الساكن بالقرعة، و ذلك أن تؤخذ قرعة يابسة صحيحة فيرمى بها في الماء، فإنها تتحرّك بتحرّك ذلك الماء، فإذا أبصرها الطير تتحرّك فزع، فإذا كثر ذلك عليه أنس حتى ربما سقط عليها، ثم تؤخذ قرعة مثلها فيقطع رأسها، و يفتق فيها موضع عينين ثم يدخل الصائد رأسه فيها، و يدخل الماء و يمشي رويدا، و كلما دنا من الطائر مدّ يده تحت الماء حتى يقبض عليه و يغمس يده به تحت الماء و يكسر جناحيه، و يخليه فيبقى طافيا على الماء يسبح برجليه و لا يطيق الطيران، و سائر الطير لا تنكر انغماسه في الماء، فإذا فرغ من صيد ما يريد رمى بالقرعة ثم التقطه و حمله.

مصايد السباع‌

السباع العادية تصاد بالزّبى و المغوّيات‌ [2] ، و هي آبار تحفر في أنشاز [3] الأرض، و لذلك يقال: قد بلغ السيل الزبى.

قال صاحب الفلاحة: و مما تصاد به السباع العادية، أن يؤخذ سمك من سمك البحر الكبار السمان، فتقطع قطعا، ثم تشرح و تكتل كتلا، ثم تؤجج نار في غائط من الأرض تقرب منه السباع، ثم تقذف تلك الكتل فيها واحدة بعد أخرى، حتى ينتشر


[1] الخربق: نبت ورقه كلسان الحمل الأبيض، و الافراط في تناوله مهلك.

[2] المغواة: حفرة يجعل فيها جدي اذا نظر الذئب إليه سقط عليه يريده فيصطاد.

[3] الأنشاز: جمع النشر: و هو ما ارتفع و ظهر من الأرض.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست