اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 26
هو و أبو السائب
قال: و خرج أبو السائب و ابن أبي عتيق يوما يتنزهان في بعض نواحي مكة فمال أبو السائب ليبول و عليه طويلته؛ فانصرف دونها، فقال له ابن أبي عتيق: ما فعلت طويلتك؟قال: ذكرت قول كثيّر:
أرى الإزار على لبنى فأحسده # إن الإزار على ما ضمّ محسود
فتصدقت بها على الشيطان الذي أجرى هذا البيت على لسانه!فأخذ ابن أبي عتيق طويلته فرمى بها، و قال: أ تسبقني أنت إلى برّ الشيطان!
سليمان و مغن
سمع سليمان بن عبد الملك مغنيا في عسكره، فقال: اطلبوه. فجاءوا به، فقال:
أعد عليّ ما تغنيت به. فغنى و احتفل-و كان سليمان أغير الناس-فقال لأصحابه:
كأنها و اللّه جرجرة [1] الفحل في الشول، و ما أحسب أنثى تسمع هذا إلا صبت! و أمر به فخصي.
الفرزدق و الأحوص
و قالوا: إن الفرزدق قدم المدينة، فنزل على الأحوص بن محمد بن عبد اللّه بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح صاحب النبي صلّى اللّه عليه و سلم و هو الذي حمت لحمه الدبر [2] ، فقال[له]الأحوص: أ لا أسمعك غناء؟قال: تغنّ. فغناه:
أ تنسى إذ تودّعنا سليمى # بعود بشامة سقي البشام
بنفسي من تجنّبه عزيز # عليّ و من زيارته لمام
و من أمسي و أصبح لا أراه # و يطرقني إذا هجع النّيام [3]
قال الفرزدق: لمن هذا الشعر؟قال: لجرير. ثم غناه:
[1] جرجرة: يقال: جرجر البعير: أي ردّد صوته في حنجرته.