responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 256

طباع الإنسان و سائر الحيوان‌

زعم علماء الطب أن في الجسد من الطبائع الأربع اثني عشر رطلا: فللدم منها ستة أرطال، و للمرّة الصفراء و السوداء و البلغم ستة أرطال؛ فإن غلب الدم الثلاث طبائع تغير منه الوجه و ورم، و يخرج ذلك إلى الجذام؛ و إن غلب الثلاث طبائع الدم انبث المد، فإذا خاف الإنسان غلبة هذه الطبائع بعضها بعضا فليعدل جسده بالافتصاد، و ينقيه بالمشي؛ فإن لم يفعل اعتراه ما وصفنا؛ إمّا جذام‌ [1] و إما مدّ [2] .

أسأل اللّه العافية.

و لا بأس بعلاج الجسد في جميع الأزمان، إلا في النصف من تموز إلى النصف من آب؛ فذلك ثلاثون يوما لا يصلح فيها علاج، إلا أن ينزل مرض لا بدّ من مداواته.

جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب رضوان اللّه عليهم قال: الغلام يشب كل سنة أربع أصابع.

في التوراة

حدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه، أنه قرأ في التوراة أن اللّه عز و جل حين خلق آدم ركب جسده من أربعة أشياء، ثم جعلها وراثة في ولده تنمى في أجسادهم و ينمون عليها إلى يوم القيامة: رطب و يابس، و سخن، و بارد؛ قال: و ذلك أني خلقته من تراب و ماء، و جعلت فيه نفسا[و روحا]؛ فيبوسة كل جسد من قبل التراب، و رطوبته من قبل الماء، و حراراته من قبل النفس، و برودته من قبل الروح؛ ثم خلقت للجسد بعد هذا الخلق الأول أربعة أنواع أخر، و هي ملاك الجسد و قوامه بإذني، لا يقوم الجسد إلا بهن، و لا تقوم واحدة إلا بالأخرى: المرّة السوداء، و المرة الصفراء، و الدم الرطب الحار، و البلغم البارد؛ ثم


[1] الجذام: علة تتأكل منها الأعضاء و تتساقط.

[2] المد: كثرة الماء.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست