responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 235

ثم لم يزل ينزل جواريه واحدة بعد اخرى، و أنظر إلى كفها و معصمها و أقول:

ليست هي!حتى قال: و اللّه ما بقي غير زوجتي و اختي، و اللّه لأنزلنّهما إليك.

فعجبت من كرمه وسعة صدره، فقلت: جعلت فداءك، أبدأ بالاخت قبل الزوجة فعساها هي.

فبرزت، فلما رأيت كفّها و معصمها قلت: هي هذه!فأمر غلمانه فمضوا إلى عشرة مشايخ من جلة جيرانه، فأقبلوا بهم؛ و أمر ببدرتين فيهما عشرون ألف درهم، فقال للمشايخ: هذه اختي فلانة، أشهدكم اني قد زوجتها من سيدي إبراهيم بن المهدي، و امهرتها عنه عشرين ألفا!فرضيت النكاح، فدفع إليها بالبدرة، و فرق الاخرى على المشايخ، و قال لهم: انصرفوا. ثم قال: يا سيدي امهد لك بعض البيوت فتنام مع اهلك!فاحتشمني‌ [1] ما رأيت من كرمه، فقلت: بل احضر عمارية و أحملها إلى منزلي. قال: ما شئت. فأحضرت عمارية و حملتها إلى منزلي؛ فو اللّه يا أمير المؤمنين، لقد أتبعها من الجهاز ما ضاق عنه بعض بيوتنا؛ فأولدتها هذا القائم على رأس أمير المؤمنين.

فعجب المأمون من كرم الرجل، و أطلق الطفيليّ و أجازه، و ألحق الرجل في أهل خاصته.

طفيلي و قوم يتغدون‌

و مرّ طفيليّ بقوم يتغدّون، فقال: سلام عليكم معشر اللئام!فقالوا: لا و اللّه، بل كرام. فثنى رجله و جلس، و قال: اللهم اجعلهم من الصادقين و اجعلني من الكاذبين!

الفضل بن يحيى و طفيلي‌

و دخل طفيليّ من اهل المدينة على الفضل بن يحيى و بيده تفاحة، فألقاها إليه و قال:

حيّاك اللّه يا مدني، أ تأكل التحيات؟قال: أي و اللّه، و الزاكيات الطيبات كنت آكلها!


[1] احتشمني: أخجلني.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست