اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 221
كم من مدينة دخلتها؟و أيد دوّختها؟فالآن استقرّ بك القرار، و اطمأنت بك الدار! ثم رمى به في الصندوق.
ابن أشرس و سائل
و قال رجل لثمامة بن أشرس: إن لي إليك حاجة... قال: و أنا لي إليك حاجة! قال: و ما حاجتك إليّ؟قال: لا أذكرها حتى تضمن قضاءها!قال: قد فعلت. قال:
فإن حاجتي لك أن لا تسألني حاجة!فانصرف الرجل عنه.
و كان ثمامة يقول: ما بال أحدكم إذا قال له الرجل اسقني، أتى بإناء على قدر اليد أو أصغر، و إذا قال أطعمني، أتاه من الخبز بما يفضل عن الجماعة، و الطعام و الشراب أخوان!أما إنه لو لا رخص الماء و غلاء الخبز ما كلبوا على الخبز و زهدوا في الماء؛ الناس أرغب شيء في المأكول إذا كثر ثمنه، أو كان قليلا في منبته؛ أ لا ترى الباقلا الأخضر أطيب من الكمثرى، و الباذنجان أطيب من الكمأة [1] ؛ و لكن أهل التحصيل و النظر قليل، و إنما يشتهون قدر الثمن! و كان يقول: إياكم و أعداء الخبز أن تأتدموا بها، و أعدى عدو له المالح، فلولا أن اللّه أعان عليه بالماء لأهلك الحرث و النسل.
و كان يقول: كلوا الباقلا بقشره، فإن الباقلّى يقول: من أكلني بقشري فقد أكلني، و من أكلني بغير قشري فقد أكلته؛ فما حاجتكم أن تصيروا طعاما لطعامكم؟
ابن هبيرة و عقيلي
الأصمعي قال قد جاء رجل من بني عقيل إلى عمر بن هبيرة، فمتّ إليه بقرابة و سأله أن يعطيه، فلم يعطه شيئا؛ ثم عاد إليه بعد أيام فقال: أنا العقيلي الذي سألتك
[1] الكمأة: جمع الكمء: فطر من الفصيلة الكمشية، تؤكل مطبوخة.
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 221