responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 220

إليك أن لا يزول عنك؛ فمن حبك لصديقك و ضنك بمودته أن لا تبذل له ما يغنيه عنك، و أن تتلطف له فيما يحوجه إليك و قد قيل في مثل هذا: أجع كلبك يتبعك، و سمّنه يأكلك؛ فمن أغنى صديقه فقد أعانه على الغدر، و قطع أسبابه من الشكر؛ و المعين على الغدر شريك الغادر، كما أن مزيّن الفجور شريك الفاجر.

من وصية الأسدي لبنيه‌

و قال يزيد بن عمر الأسدي لبنيه: يا بنيّ، تعلموا الردّ؛ فإنه أسدّ من العطاء و لأن تعلم بنو تميم أن عند أحدكم مائة ألف درهم، أعظم له في أعينهم من أن يقسمها عليهم؛ و لأن يقال لأحدكم بخيل و هو غني، خير له من أن يقال سخيّ و هو فقير.

و قال الحزامي: يقولون: ثوبك على صاحبك أحسن منه عليك؛ فما ظنك إن كان أقصر مني، أ ليس يتخيّل في قميصي؟و إن كان أطول مني، أ ليس يصير آية للسابلين، فمن أسوأ أثرا على صديقه ممن جعله ضحكة؟فما ينبغي لي أن أكسوه حتى أعلم أنه فيه مثلي؛ و متى يتفق هذا؟

أبو نواس و فقيه‌

و قال أبو نواس: كان معنا في السفينة و نحن نريد بغداد، رجل من أهل خراسان، و كان من فقهائهم و عقلائهم، و كان يأكل وحده، فقلت له: لم تأكل وحدك؟فقال:

ليس عليّ في هذا مسألة؛ إنما المسألة على من أكل مع الجماعة لأنه يتكلف، و أكلي وحدي هو الأصل، و أكلي مع الجماعة تكلّف ما ليس عليّ.

و وقع درهم بيد سليمان بن مزاحم، فجعل يقلبه و يقول. في شق: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه؛ و في شق آخر: قل هو اللّه أحد؛ ما ينبغي لهذا أن يكون إلا تعويذة و رقية!و رمي به في الصندوق.

و كان أبو عيسى بخيلا، و كان إذا وقع الدرهم بيده طنّه‌ [1] بظفره و قال: يا درهم


[1] طنّ: صوت و رنّ.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست