responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 210

أتانا بخبز له حامض # كمثل الدراهم في رقّته

إذا ما تنفّس حول الخوان # تطاير في البيت من خفّته

فنحن كظوم له كلنا # نردّ التنفس من خشيته

فيكلمه اللّحظ من رقّة # و يأكله الوهم من قلّته‌

نزل رجل من العرب ببخيل، فقدّم إليه جرادا، فعافه و أمر برفعه، و قال:

لحا اللّه بيتا ضمّني بعد هجعة # إليه دجوجي من الليل مظلم

فأبصرت شيخا قاعدا بفنائه # هو العير إلا أنه يتكلم

أتانا ببرقان الدّبى في إنائه # و لم يك برقان الدّبى لي مطعم

فقلت له غيّب إناءك و اعتزل # فهذا و هذا لا أبا لك مسلم‌

ضاف القطامي الشاعر في ليلة ريح ممطرة عجوزا من محارب، فلم تقره شيئا؛ فرحل عنها و قال:

تضيّفت في برد و ريح تلفّني # و في طرمساء غير ذات كواكب

إلى حيزبون توقد النار بعد ما # تلفّعت الظّلماء من كلّ جانب

تصلى بها برد العشاء و لم تكن # تخال وميض النار يبدو لراكب

فما راعها إلا بغام مطيّتي # تريح بمحسور من الصوت لاغب‌ [1]

فجنّت جنونا من دلاث مناخة # و من رجل عاري الأشاجع شاحب‌ [2]

سرى في جليد الليل حتى كأنما # تخرّم بالأطراف شوك العقارب‌ [3]

تقول و قد قرّبت كوري و ناقتي # إليك فلا تذعر عليّ ركائبي

فسلّمت و التسليم ليس يسرّها # و لكنه حق على كلّ جانب‌ [4]

فردّت سلاما كارها ثم أعرضت # كما انحاشت الأفعى مخافة ضارب

فلما تنازعنا الحديث سألتها # من الحيّ؟قالت: معشر من محارب


[1] تريح بمحسور: أي تخرج نفسها، و المحسور: الضعيف.

[2] الدلاث: الناقة الماضية.

[3] تخرم بالأطراف: أي أدخل فيها.

[4] الجانب: الغريب.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست