responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 19

الطرف و الطّرف بعثناهما # فقضيا حاجا و ما صرّحا

قال: فأغمي عليه و كاد أن يهلك؛ فقالت له يوما: و اللّه إنّي أحبّك!قال لها: و أنا و اللّه أحبّك!قالت: و أحب أن أضع فمي... قال: و أنا و اللّه... قالت: فما يمنعك من ذلك؟قال: أخشى أن تكون صداقة ما بيني و بينك‌[اليوم‌]عداوة يوم القيامة؛ أ ما سمعت اللّه تعالى يقول: اَلْأَخِلاََّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ اَلْمُتَّقِينَ [1] ؟ ثم نهض و عاد إلى طريقه التي كان عليها، و أنشأ يقول:

قد كنت أعذل في السفاهة أهلها # فأعجب لما تأتي به الأيام‌ [2]

فاليوم أعذرهم و أعلم أنما # سبل الضلالة و الهدى أقسام‌

و له فيه:

إن سلامة التي # أفقدتني تجلّدي‌ [3]

لو تراها وعودها # حين يبدو و تبتدي

للجريرين و الغريـ # ض و للقرم معبد

خلتهم بين عودها # و الدّساتين و اليد

أخبار عبد اللّه بن جعفر

هو و معاوية

حدث سعيد بن محمد العجلي بعمان، حدثني نصر بن علي عن الأصمعي، قال: كان معاوية يعيب على عبد اللّه بن جعفر سماع الغناء؛ فأقبل معاوية عاما من ذلك حاجا، فنزل المدينة، فمر ليلة بدار عبد اللّه بن جعفر فسمع عنده غناء على أوتار، فوقف ساعة يستمع، ثم مضى و هو يقول: أستغفر اللّه!أستغفر اللّه!فلما انصرف من آخر الليل مر بداره أيضا، فإذا عبد اللّه قائم يصلي، فوقف ليستمع قراءته، فقال الحمد للّه!


[1] سورة الزخرف الآية 67.

[2] أعذل: ألوم.

[3] التجلد: الصبر.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست