responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 185

ما أوجع البين من غريب # فكيف إن كان من حبيب‌ [1]

يكاد من شوقه فؤادي # إذا تذكرته يموت‌

فقال له أبي: إن هذا باء و هذا تاء. قال: لا تنقط أنت شيئا. قلت: يا هذا إن البيت الأول مخفوض و هذا مرفوع. قال: أنا أقول لا تنقط: و هو يشكل! و لما توفيت أم سليمان بن وهب الكاتب، أخي الحسن بن وهب، دخل عليه رجل من نوكى الكتاب يسمى صالح بن شيرزاد، بشعر يرثيها فيه، فأنشده:

لأمّ سليمان علينا مصيبة # مغلغلة مثل الحسام البواتر

و كنت سراج البيت يا أمّ سالم # فأمسى سراج البيت وسط المقابر

فقال سليمان: ما نزل بأحد ما نزل بي: ماتت أمي، و رثيت بمثل هذا الشعر و نقل اسمي من سليمان إلى سالم! و من قول صالح بن شيرزاد هذا:

لا تعدلنّ دواء بالنساء فإن # كان الضراك فذاك الآذريطوس [2]

أبو الواسع و مجنون‌

و دخل بعض شعراء المجانين على أبي الواسع و حوله بنوه، فاستأذنه في الإنشاد فاستعفى، فلم يزل به حتى أذن له؛ فأنشده شعرا، فلما انتهى فيه إلى قوله:

و كيف تنفى و أنت اليوم رأسهم # و حولك الغرّ من أبنائك الصّيد [3]

قال له: ليتك تركتنا رأسا برأس.


[1] البين: الفراق.

[2] الآذريطوس: دواء يوناني معرب.

[3] الصيد: جمع الأصيد، و هو كل ذي حول و طول من ذوي السلطان.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست