responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 17

بوجهه، و قال: أمر ما جاء بك أبا حنيفة!قال: نعم، أصلح اللّه الامير، جار لي من الكيالين، أخذه عسس الامير ليلة كذا، فوقع في حبسك. فأمر عيسى باطلاق كل من أخذ في تلك الليلة، إكراما لابي حنيفة؛ فأقبل الكيال على أبي حنيفة متشكرا له، فلما رآه أبو حنيفة قال: أضعناك يا فتى؟يعرّض له بقصيدته؛ قال: لا و اللّه، و لكنك بررت و حفظت.

الدارمي و تاجر عراقي‌

الاصمعي قال: قدم عراقي بعدل‌ [1] من خمر العراق الى المدينة، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك الى الدارمي، و كان قد تنسك و ترك الشعر و لزم المسجد فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلّها على حكمك؟قال: ما شئت!! قال: فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه!فألقاها عنه و عاد إلى مثل شأنه الاول، و قال شعرا و رفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به و كان الشعر:

قل للمليحة في الخمار الاسود # ما ذا فعلت بزاهد متعبّد [2]

قد كان شمّر للصلاة ثيابه # حتى خطرت له بباب المسجد

ردّي عليه صلاته و صيامه # لا تقتليه بحقّ دين محمد

فشاع هذا الغناء في المدينة: و قالوا: قد رجع الدارمي و تعشق صاحبة الخمار الاسود. فلم تبق مليحة بالمدينة الا اشترت خمارا اسود، و باع التاجر جميع ما كان معه؛ فجعل إخوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ما ذا صنعت؟ فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع الدارمي إلى نسكه و لبس ثيابه.

عروة بن أذينة

و حدث عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة ببغداد، قال: حدثني سهل عن الأصمعي قال:


[1] العدل: المثل و النظير، و هو نصف الحمل يكون على احد جنبي البعير.

[2] الخمار: ثوب تغطي به المرأة رأسها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست