responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 169

169

عَلَيْهِمْ [1] !ثم يقول: اذهبوا به إلى صاحبيه في أعلى عليين! ثم يقول: هاتوا عليّ بن أبي طالب. فأجلس غلام بين يديه، فيقول: جزاك اللّه عن الأمة خيرا أبا الحسن، فأنت الوصي و وليّ النبي، بسطت العدل و زهدت في الدنيا، و اعتزلت الفي‌ء فلم تخمش فيه بناب و لا ظفر، و أنت أبو الذرية المباركة، و زوج الزكية الطاهرة؛ اذهبوا به إلى أعلى عليين الفردوس.

ثم يقول: هاتوا معاوية. فأجلس بين يديه صبيّ، فقال له: أنت القاتل عمار بن ياسر، و خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، و حجر بن الأدبر الكندي الذي أخلقت وجهه العبادة؛ و أنت الذي جعل الخلافة ملكا، و استأثر بالفي‌ء، و حكم بالهوى، و استنصر بالظلمة؛ و أنت أول من غيّر سنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و نقض أحكامه، و قام بالبغي، اذهبوا به فأوقفوه مع الظلمة! ثم قال: هاتوا يزيد. فأجلس بين يديه غلام، فقال له: يا قوّاد!أنت الذي قتلت أهل الحرّة، و أبحت المدينة ثلاثة أيام، و انتهكت حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و آويت الملحدين، و بؤت باللعنة على لسان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و تمثلت بشعر الجاهلية.

ليت أشياخي ببدر شهدوا # جزع الخزرج من وقع الأسل‌ [2]

و قتلت حسينا، و حملت بنات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم سبايا على حقائب الإبل؛ اذهبوا به إلى الدرك الأسفل من النار.

و لا يزال يذكر واليا بعد وال، حتى بلغ إلى عمر بن عبد العزيز، فقال: هاتوا عمر. فأتى بغلام فأجلس بين يديه، فقال: جزاك اللّه خيرا عن الإسلام، فقد أحييت العدل بعد موته، و ألفت القلوب القاسية، و قام بك عمود الدين على ساق، بعد شقاق و نفاق؛ اذهبوا به فألحقوه بالصديقين.

ثم ذكر من كان بعده من الخلفاء إلى أن بلغ دولة بني العباس، فسكت فقيل له:


[1] سورة التوبة الآية 102

[2] الأسل: الرماح و النبل.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست