اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 129
و قال عمي للرشيد في بعض حديثه: بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق في يوم خمس نسوة!قال إنما يجوز ملك الرجل على أربع نسوة؛ فكيف طلق خمسا؟قال: كان لرجل أربع نسوة، فدخل عليهنّ يوما فوجدهنّ متلاحيات متنازعات-و كان شنطيرا [1] ، فقال: إلى متى هذا التنازع؟ما إخال هذا الأمر إلا من قبلك-يقول ذلك لامرأة منهن-اذهبي فأنت طالق!فقالت له صاحبتها: عجلت عليها بالطلاق، و لو أدّبتها بغير ذلك لكنت حقيقا!فقال لها: و أنت أيضا طالق! فقالت له الثالثة: قبحك اللّه!فو اللّه لقد كانتا إليك محسنتين، و عليك مفضلتين! فقال: و أنت أيتها المعدّدة أياديهما طالق أيضا!فقالت له الرابعة، و كانت هلالية و فيها أناة شديدة: ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق!فقال لها: و أنت طالق أيضا!و كان ذلك بمسمع جارة له، فأشرفت عليه و قد سمعت كلامه، فقالت:
و اللّه ما شهدت العرب عليك و على قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم و وجدوه فيكم، أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة!قال: و أنت أيضا أيتها المؤنّبة المتكلفة طالق، إن أجاز زوجك!فأجابه من داخل بيته: قد أجزت!قد أجزت.
المغيرة و زوجته فارعة
و دخل المغيرة بن شعبة على زوجته فارعة الثقفية و هي تتخلل حين انفتلت من صلاة الغداة؛ فقال لها: لئن كنت تتخللين من طعامك اليوم إنك لجشعة، و إن كنت تتخللين من طعام البارحة إنك لشبعة، كنت فبنت [2] ، فقالت: و اللّه ما اغتبطنا إذ كنا، و لا أسفنا إذ بنّا، و ما هو لشيء مما ذكرت، و لكني استكت [3] فتخللت لسواك؛ فخرج المغيرة نادما على ما كان منه، فلقيه يوسف بن أبي عقيل فقال له:
إني نزلت الآن عن سيدة نساء ثقيف؛ فتزوجها فإنها ستنجب؛ فتزوجها فولدت له الحجاج.