responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 114

فتح اللّه لكم الطائف غدا فأنا أدلّك على بنت غيلان فإنها تقبل بأربع، و تدبر بثمان! فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: لا يدخل عليكن هؤلاء.

قوله: تقبل بأربع و تدبر بثمان، يريد عكن‌ [1] البطن، أنها إذا أقبلت أربع، و إذا أدبرت ثمان.

و ضرب البعث على رجل من اهل الكوفة، فخرج إلى اذربيجان، فاقتاد جارية و فرسا، و كان مملكا بابنة عمه، فكتب إليها ليغيرها:

ألا أبلغوا أمّ البنين بأننا # غنينا و أغنتنا الغطارفة المرد [2]

بعيد مناط المنكبين إذا جرى # و بيضاء كالتمثال زيّنها العقد

فهذا لأيام العدوّ، و هذه # لحاجة نفسي حين ينصرف الجند

فلما ورد كتابه قرأته و قالت: يا غلام، هات الدواة. فكتبت إليه تجيبه:

ألا أقره السلام و قل له # غنينا-ففيقوا-بالغطارفة المرد

بحمد أمير المؤمنين أقرّهم # شبابا-و أغزاكم-خوالف في الجند

إذا شئت غنّاني غلام مرجّل # و نازعته من ماء معتصر الورد

و إن شاء منهم ناشئ مدّ كفّه # إلى كبد ملساء أو كفل نهد [3]

فما كنتم تقضون من حاج أهلكم # شهودا، قضيناها على النّأي و البعد [4]

فلما ورد كتابها، لم يزد على أن ركب فرسه و أردف الجارية، و الحق بها، فكان اول شي‌ء بدأ لها به السلام أن قال: باللّه هل كنت فاعلة؟قالت: اللّه اجل في قلبي و أعظم، و أنت في عيني أذلّ و أحقر من أن أعصى اللّه فيك!فكيف ذقت طعم الغيرة؟فوهب لها الجارية و انصرف إلى بعثه.


[1] عكن البطن: يقال تعكّن البطن: اي صار ذا عكن، و هو ما انطوى و تثنى من لحم البطن سمنا.

[2] الغطارفة: جمع غطريف و غطارف، و هو السيد الكريم.

[3] الكفل: العجز.

[4] قفل: رجع.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 7  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست