اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 7 صفحة : 112
و قال الاصمعي و ذكر النساء: بنات العم اصبر، و الغرائب انجب، و ما ضرب رءوس الابطال كابن الاعجمية.
يونس و مستشير له في زواج
أبو حاتم عن الاصمعي عن يونس بن مصعب عن عثمان بن ابراهيم بن محمد قال:
أتاني رجل من قريش يستشيرني في امرأة يتزوجا، فقلت: يا ابن أخي، أ قصيرة النسب أو طويلته؟فلم يفهم عني؛ فقلت: يا ابن اخي، إني اعرف في العين إذا عرفت، و أنكر فيها إذا انكرت، و اعرف فيها إذا لم تعرف و لم تنكر، أما إذا عرفت فتتحاوص [1] ، و اما اذا انكرت فتجحظ [2] ، و اما اذا لم تعرف و لم تنكر فتسجو؛ و قد رأيت عينك ساجية؛ فالقصيرة النسب التي إذا ذكرت أباها اكتفت به، و الطويلة النسب التي تعرف حتى تطيل في نسبتها؛ فإياك أن تقع في قوم قد أصابوا كثيرا من الدنيا مع دناءة فيهم؛ فتضيع نفسك فيهم.
الوليد و عقائله
و عن العتبي قال كان عند الوليد بن عبد الملك اربع عقائل: لبابة بنت عبد اللّه بن عباس، و فاطمة بنت يزيد بن معاوية، و زينب بنت سعيد بن العاص، و أمّ جحش بنت عبد الرحمن بن الحرث؛ فكنّ يجتمعن على مائدته و يفترقن فيفخرن فاجتمعن يوما، فقالت لبابة: اما و اللّه إنك لتسويني بهنّ و انك تعرف فضلي عليهن!و قالت بنت سعيد: ما كنت ارى أن للفخر عليّ مجازا، و انا ابنة ذي العمامة إذ لا عمامة غيرها!و قالت بنت عبد الرحمن بن الحارث: ما احبّ بأبي بدلا، و لو شئت لقلت فصدقت و صدّقت!و كانت بنت يزيد بن معاوية جارية حديثة السن، فلم تتكلم؛ فتكلم عنها الوليد فقال نطق من احتاج إلى نفسه، و سكت من اكتفى بغيره؛ اما و اللّه لو