غزا الهذيل بن هبيرة بن حسان التغلبي، فأغار على بني يربوع بإراب فقتل فيهم قتلا ذريعا، فأصاب نعما كثيرة و سبى سبيا كثيرا، فيهم زينب بنت حمير بن الحارث ابن همام بن رباح بن يربوع، و هي يومئذ عقيلة نساء بني تميم و كان الهذيل يسمى مجدعا، و كان بنو تميم يفزعون به أولادهم، و سبى أيضا طابية بنت جزء بن سعد الرياحي، ففداها أبوها، و ركب عتيبة بن الحارث في أسراهم ففكهم أجمعين.
يوم الشعب
غزا قيس بن شرفاء التغلبي، فأغار على بني يربوع بالشعب، فاقتتلوا، فانهزمت بنو يربوع، فزعم أبو هدبة أنها كانت اختطافا، فأسر سحيم بن وثيل الرياحي، ففي ذلك يقول سحيم:
أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني # أ لم تعلموا أني ابن فارس زهدم [3]
ففدى نفسه. و أسر يومئذ متمّم بن نويرة، فوفد مالك بن نويرة على قيس بن شرفاء في فدائه فقال:
هل أنت يا قيس بن شرفاء منعم # أو الجهد إن أعطيته أنت قابله
فلما رأى و سامته [4] و حسن شارته، قال: بل منعم. فأطلقه له.