اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 92
به الوحش، فرميته بالقوس، و طعنته بالرمح، فقتلته و انصرفت، فلحقت النعم، و أقبل الهرماس بن هجيمة فوقف على أخيه قتيلا، ثم اتبعني، و قال: هل لك في البراز؟فقلت: لعل الرجعة لك خير!قال: أبعد قيس؟ثم شدّ عليّ فضربني على البيضة [1] ، فخلص السيف إلى رأسي، و ضربته فقتلته، فقال سحيم بن وثيل يعيّر طارقا فقتل جاريه:
لقد كنت جار بني هجيمة قبلها # فلم تغن شيئا غير قتل المجاور
و قال جرير:
و ساق ابني هجيمة يوم غول # إلى أسيافنا قدر الحمام
قال أبو عبيدة: خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمرّوا بناس من طوائف بني بكر بن وائل بالجبّات، خرجوا سفّارا، فنزلوا و سرحوا إبلهم ترعى، و فيها نفر منهم يرعونها: منهم سوادة بن يزيد بن بجير العجلي. و رجل من بني شيبان، و كان محموما، فمرّت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل، فاطردوها، و أخذوا الرجلين فسألوهما: من معكما؟فقالا: معنا شيخ من يزيد بن بجيل العجلي في عصابة من بني بكر بن وائل، خرجوا سفارا يريدون البحرين. فقال الربيع و دعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب: لن نذهب بهذين الرجلين و بهذه الإبل و لم يعلموا من أخذها؟ارجعوا بنا حتى يعلموا من اخذ إبلهم و صاحبيهم ليعنيهم ذلك. فقال لهما عميرة: ما وراءكما إلا شيخ بن يزيد قد أخذتما أخاه و أطردتما ماله، دعاه، فأبيا و رجعا، فوقفا عليهم و أخبراهم و تسميا لهم، فركب شيخ بن يزيد فاتبعهما و قد ولّيا، فلحق دعموصا فأسره و مضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أنّ أخاه قد قتل، فرجع عميرة على فرس يقال له الخنساء، حتى لحق القوم، فافتكّ منهم دعموصا على أن يردّ عليهم أخاهم