لها ناهض في الوكر قد مهدت له # كما مهدت للبعل حسناء عاقر
كأنّا و قد حالت حذته دوننا # نعام تلاه فارس متواتر [1]
فمن يك يرجو في تميم هوادة # فليس لجرم في تميم أواصر
و لمّا سمعت الخيل تدعو مقاعسا # تنازعني من ثغرة النحر ناحر
فإن أستطيع لا تلتبس بي مقاعس # و لا ترني بيداؤهم و المحاضر [2]
و لا أك في جرّارة مضريّة # إذا ما غدت قوت العيال تبادر [3]
و قد قلت للنّهديّ هل أنت مردفي # و كيف رداف الفلّ أمّك عاثر [4]
يذكّرني بالإلّ بيني و بينه # و قد كان في جرم و نهد تدابر [5]
و قال محرز بن المعكبر الضبي-و لم يشهدها و كان مجاورا في بكر بن وائل-لما بلغه الخبر:
فدى لقومي ما جمّعت من نشب # إذ ساقت الحرب أقواما لأقوام [6]
إذ حدّثت مذحج عنا و قد كذبت # أن لا يذبّب عن أحسابنا حام
دارت رحانا قليلا ثم واجههم # ضرب تصدّع منه جلدة الهام [7]
ظلّت ضباع مجيرات تجرّرهم # و ألحموهنّ منهم أيّ إلحام [8]
حتى حذنة لم نترك بها ضبعا # إلاّ لها جزر من شلو مقدام [9]
[1] موضع قرب اليمامة.
[2] البيداء: الأرض المستوية الملساء.
[3] جرارة: أي كتيبة جرارة، و هي الثقيلة السير لكثرتها.
[4] الفلى: المنهزم. و المردف: الذي جعله يركب خلفه.
[5] جرم و نهد: موضعان.
[6] النشب: المال الأصيل.
[7] دوران الرحى: أي بداية الحرب.
[8] المجيرات: هضبات حمر تنسب اليها الضباع. و ألحموهن: أطعموهن اللحم.
[9] الجزر: ما جزر. و الشلو: بقية المقتول و الميت.