responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 77

اخيه، فلما بلغ الحرث قتله قال: نعم القتيل قتيل أصلح بين ابني وائل!و ظن ان المهلهل قد أدرك به ثأر كليب و جعله كفؤا له، فقيل له: إنما قتله بشسع نعل كليب، و ذلك أن المهلهل لما قتل بجيرا قال: بؤ بشسع نعل كليب!فغضب الحرث بن عباد، و كان له فرس يقال له النعامة، فركبها و تولى أمر بكر، فقاتل تغلب حتى هرب المهلهل و تفرقت قبائل تغلب فقال في ذلك الحارث ابن عباد:

قرّبا مربط النعامة مني # لقحت حرب وائل عن حيالي‌ [1]

لم أكن من جناتها علم اللّه # و إني بحرّها اليوم صالي‌

و فيه أسر الحارث بن عباد المهلهل و هو لا يعرفه-و اسمه عدي بن ربيعة-فقال له: دلّني على عدي بن ربيعة و أخلي عنك. فقال له عدي: عليك العهود بذلك إن دللتك عليه؟قال: نعم: قال: فأنا عدي!فجز ناصيته‌ [2] و تركه، و قال فيه:

لهف نفسي على عدي و لم أعـ # رف عديّا إذ امكنتني اليدان‌

و فيه قتل عمرو و عامر التغلبيان، قتلهما جحدر بن ضبيعة، طعن احدهما بسنان رمحه، و الآخر بزجه، ثم إن المهلهل فارق قومه و نزل في بني جنب-و جنب في مذحج-فخطبوا إليه ابنته فمنعهم، فأجبروه على تزويجها و ساقوا إليه في صداقها جلودا من أدم، فقال في ذلك:

أعزز على تغلب بما لقيت # أخت بني الأكرمين من جشم

انكحها فقدها الأراقم في # جنب و كان الحباء من أدم‌ [3]

لو بأبانين جاء يخطبها # زمّل ما أنف خاطب بدم! [4]


[1] لقحت: حملت. و الحيال: مصدر حالت الأنثى، اذا لم تحمل.

[2] الناصية: شعر مقدم الرأس.

[3] الحباء: المهر.

[4] أبانان: جبلان.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست