responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 7

و جعلت مهر بناتهم # عقل الملوك هجائنا و لكارا [1]

يوم بطن عاقل: لذبيان علي عامر

فيه قتل خالد بن جعفر ببطن عاقل‌ [2] ، و ذلك أنّ خالدا قدم الأسود بن المنذر، أخي النعمان بن المنذر، و مع خالد عروة الرّحال بن عتبة بن جعفر، فالتقى خالد بن جعفر و الحارث بن ظالم بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، عند الأسود بن المنذر، قال: فدعا لهما الأسود بتمر، فجي‌ء به على نطع‌ [3] فجعل بين أيديهم، فجعل خالد يقول للحارث بن ظالم: يا حارث، أ لا تشكر يدي عندك أن قتلت عنك سيد قومك زهيرا و تركتك سيدهم؟قال: سأجزيك شكر ذلك!فلما خرج الحرث قال الأسود لخالد: ما دعاك إلى أن تحترش بهذا الكلب و أنت ضيفي؟فقال له خالد إنما هو عبد من عبيدي، لو وجدني نائما ما أيقظني!و انصرف خالد إلى قبته، فلامه عروة الرحال، ثم ناما و قد أشرجت‌ [4] عليهما القبة، و مع الحرث تبيع له من بني محارب يقال له خراش، فلما هدأت العيون أخرج الحرث ناقته و قال لخراش: كن لي بمكان كذا، فإن طلع كوكب الصبح و لم آتك فانظر أي البلاد أحبّ إليك فاغمد لها. ثم انطلق الحرث حتى أتى قبة خالد، فهتك شرجها ثم ولجها [5] ، و قال لعروة:

اسكت فلا بأس عليك.

و زعم أبو عبيدة أنه لم يشعر به حتى أتى خالدا و هو نائم فقتله، و نادى عروة عند ذلك: وا جوار الملك!فأقبل إليه الناس، و سمع الهتاف الاسود بن المنذر و عنده امرأة من بني عامر، يقال لها المتجردة، فشقت جيبها و صرخت و في ذلك يقول عبد اللّه بن جعدة:

شقّت عليك العامريّة جيبها # أسفا و ما تبكي عليك ضلالا


[1] العقل: الدية

[2] بطن عاقل: موضع على طريق حاج البصرة

[3] النطع: بساط من الجلد. كثيرا ما كان يقتل فوقه المحكوم عليه بالقتل.

[4] الشرج: العري‌

[5] ولج: دخل‌

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست