responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 5

الصّعدات. فقال الحصينان لمن معهما: قد امكننا اللّه من ثأرنا، و لا نريد أن يشركنا فيه أحد. فوقفوا عنهما، و مضيا فجعلا يريغان رياح بن الأسل بالصّعدات، فقال لهما رياح: هذا غزالكما الذي تريغانه‌ [1] . فابتدراه، فرمى أحدهما بسهم فأقصده‌ [2] ، و طعنه الآخر قبل أن يرميه فأخطأه، و مرت به الفرس، و استدبره رياح بسهم فقتله، ثم نجا حتى أتى قومه، و انصرفوا خائبين موتورين‌ [3] ، و في ذلك يقول الكميت بن زيد الأسدي، و كان له أمّان من غنيّ:

أنا ابن غنّى والدي # لأمين منهم في الفروع و في الأصل

هم استودعوا زهرا بسيب بن سالم # و هم عدلوا بين الحصينين بالنّبل

و هم قتلوا شاس الملوك و أرغموا # أباه زهيرا بالمذلّة و الثّكل‌ [4]

يوم النفراوات: لبني عامر على بني عبس‌

فيه قتل زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي، و كانت هوازن تؤدّي إليه إتاوة، و هي الخراج، فأتته يوما عجوز من بني نصر بن معاوية بسمن في نحي‌ [5] و اعتذرت إليه و شكت سنين تتابعت على الناس، فذاقه فلم يرض طعمه، فدعسها [6] بقوس في يده عطل في صدرها، فاستلقت على قفاها منكشفة، فتألّى خالد بن جعفر، و قال:

و اللّه لأجعلن ذراعي في عنقه حتى يقتل أو أقتل!و كان زهير عدوسا مقداما لا يبالي ما أقدم عليه، فاستقل-أي انفرد من قومه-بابنيه و بني أخويه أسيد و زنباع، يرعى الغيث في عشراوات‌ [7] له وشول‌ [8] فأتاه الحارث بن الشّريد، و كانت تماضر بنت الشريد تحت زهير، فلما عرف الحارث مكانه أنذر بني عامر بن صعصعة، رهط خالد


[1] أراغ: أراد و طلب‌

[2] أقصده: لم يخطئه‌

[3] الموتور: الذي قتل حميمه.

[4] الثكل: فقد الحبيب‌

[5] النحي: الزق‌

[6] دعسها: طعنها

[7] عشراوات: النوق التي مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية.

[8] الشول: الإبل التي خف لبنها و ارتفع ضرعها

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست