responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 4

حروب قيس في الجاهلية يوم منعج‌ [1] : لغنيّ على عبس‌

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يوم منعج يقال له يوم الرّدهة [2] ، و فيه قتل شاس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي بمنعج على الردهة، و ذلك أنّ شاس ابن زهير أقبل من عند النعمان بن المنذر، و كان قد حباه بحباء جزيل، و كان فيما حباه قطيفة [3] حمراء ذات هدب، و طيلسان و طيب. فورد منعج و هو ماء لغنيّ، فأناخ راحلته الى جانب الردهة و عليها خباء لرياح بن الأسل الغنوى، و جعل يغتسل و امرأة رياح تنظر إليه و هو مثل الثور الابيض، فانتزع‌ [4] له رياح سهما فقتله، و نحر ناقته فأكلها، و ضم متاعه، و غيّب أثره. و فقد شاس بن زهير حتى وجدوا القطيفة الحمراء بسوق عكاظ، فقد سامتها امرأة رياح بن الأسل، فعلموا أنّ رياحا صاحب ثأرهم، فغزت بنو عبس غنيّا قبل أن يطلبوا قودا [5] أودية، مع الحصين بن زهير بن جذيمة، و الحصين بن أسيد بن جذيمة، فلما بلغ ذلك غنيّا قالوا لرياح: انج لعلنا نصالح القوم على شي‌ء فخرج رياح رديفا لرجل من بني كلاب، لا يريان إلا أنهما قد خالفا وجهة القوم، فمرّ صرد [6] على رءوسهما فصرصر [7] ، فقال: ما هذا؟فما راعهما إلا خيل بني عبس، فقال الكلابي لرياح: انحدر من خلفي و التمس نفقا في الأرض، فإني شاغل القوم عنك. فانحدر رياح عن عجز الجمل، حتى أتى صعدة [8] فاحتفر تحتها مثل مكان الأرنب و ولج فيه، و مضى صاحبه، فسألوه فحدّثهم، و قال: هذه غنيّ جامعة، و قد استمكنتم منهم. فصدّقوه و خلوا سبيله، فلما ولى رأوا مركب الرجل خلفه، فقالوا: من الذي كان خلفك؟فقال: لا أكذب، رياح بن الأسل، و هو في تلك


[1] منعج: واد يأخذ بين حفر أبي موسى و النباج، و يدفع في بطن فلج.

[2] الردهة: النقرة في صخرة يستنقع فيها الماء.

[3] القطيفة: كساء له أهداب.

[4] انتزع له سهما: رماه به‌

[5] القود: القصاص.

[6] الصرد: طائر اكبر من العصفور كانوا يتشاءمون به‌

[7] صرصر: صاح بصوت شديد متقطع.

[8] صعدة: مرتفع من الأرض.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست