responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 355

و أمّا المضمّن، فهو أن لا تكون القافية مستغنية عن البيت الذي يليها نحو قول الشاعر:

و هم وردوا الجفار على تميم # و هم أصحاب يوم عكاظ أني‌ [1]

شهدت لهم مواطن صالحات # تنبّيهم بودّ الصّدر منّي‌

و هذا قبيح، لان البيت الاول متعلق بالبيت الثاني لا يستغني عنه، و هو كثير في الشعر.

و أما الإيطاء و هو أحسن ما يعاب به الشعر، فهو تكرير القوافي، و كلما تباعد الإيطاء كان أحسن، و ليست المعرفة مع النكرة إيطاء، و كان الخليل يزعم أن كل ما اتفق لفظه من الاسماء و الافعال، و إن اختلف معناه، فهو إيطاء، لان الإيطاء عنده إنما هو ترديد اللفظتين المتفقتين من الجنس الواحد، إذا قلت للرجل تخاطبه: أنت تضرب، و في الحكاية عن المرأة: هي تضرب، فهو إيطاء و كذلك في قافية: أمر جلل، و أنت تريد تعظيمه، و هو في قافية أخرى: جلل، و أنت تريد تهوينه-فهو إيطاء.

... حتى إذا كان اسم مع فعل، و إن اتفقا في الظاهر، فليس بإيطاء، مثل اسم يزيد، و هو اسم و يزيد و هو فعل.

باب ما يجوز في القافية من حروف اللين‌

اعلم أن القوافي التي يدخلها حروف المد، و هي حروف اللين، فهي كل قافية حذف منها حرف ساكن و حركة، فتقوم المدة مقام ما حذف، و هو من الطويل «فعولن» المحذوف.

و من المديد «فاعلان» المقصور، و «فعلن» الأبتر.


[1] الجفار: جمع الجفر: و هي البئر الواسعة التي لم تبن بالحجارة.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست