responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 239

و مثل هذا إلا أنه أقرب منه إلى الفهم قول القائد:

بينما ظلّ ظليل ناعم # طلعت شمس عليه فاضمحل‌

يريد: حتى طلعت شمس عليه:

و مثله قول الآخر:

إنّ الكريم و أبيك يعتمل # إن لم يجد يوما على من يتّكل‌ [1]

يريد: من يتكل عليه.

و للّه در الأعشى حيث قال:

لم تمش ميلا و لم تركب على جمل # و لم تر الشمس إلا دونها الكلل‌

و أبين منه قول النابغة:

ليست من السّود أعقابا إذا انصرفت # و لا تبيع بأعلى مكّة البرما [2]

و قد حذا على مثال قول النابغة بعض المبرّزين من أهل العصر، فقال.

ليست من الرّمص أشفارا إذا نظرت # و لا تبيع بفوق الصّخرة الرّغفا [3]

فقيل له: ما معناك في هذا؟قال: هو مثل قول النابغة. و أنشد البيت و قال: ما الفرق بين أن تبيع البرم أو تبيع الرغف، و بين أن تكون رمصاء العينين أو سوداء العقبين.

و انظر إلى سهولة معنى الحسن بن هانئ و عذوبة ألفاظه في قوله:

حذر امرئ ضربت يداه على العدا # كالدّهر فيه شراسة وليان‌ [4]

و إلى خشونة ألفاظ حبيب الطائي في هذا المعنى حيث يقول:


[1] اعتمل الرجل: عمل بنفسه.

[2] البرم: الكحل المذاب، و حبّ العنب أول ما يظهر.

[3] الرّمص: وسخ أبيض جامد يجتمع في موق العين.

[4] ليان، اللين.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست