responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 187

و قال القطامي:

و الناس من يلق خيرا قائلون له # ما يشتهي، و لأمّ المخطئ الهبل‌ [1]

أخذه من قول المرقّش:

و من يلق خيرا يحمد الناس أمره # و من يغو لا يعدم على الغيّ لائما

و قال قيس بن الخطيم:

تبدّت لنا كالشمس تحت غمامة # بدا حاجب منها و ضنّت بحاجب‌ [2]

أخذه بعض المحدثين فقال:

فشبهتها بدرا بدا منه شقّه # و قد سترت خدا فأبدت لنا خدّا

و أذرت على الخدّين دمعا كأنه # تناثر درّ أو ندى واقع الوردا [3]

و أخذه آخر فقال:

يا قمرا للنّصف من شهره # أبدى ضياء لثمان بقين‌

و أخذه بشار فقال:

صدت نجدّ و جلت عن خدّ # ثمّ انثنت كالنّفس المرتدّ

فلم يفسد الآخر قول الأول، و لم يكن الأول بالمعنى أولى من الآخر.

و قد قلنا في هذا المعنى ما هو أحسن من كل ما تقدم أو مثله، و هو قولي:

كأنّ التي يوم الوداع تعرّضت # هلال بدا محقا على أنه تمّ‌ [4]

و أما الاستعارة إذا كانت من المنثور في المنظوم، و من المنظوم في المنثور، فإنها أحسن استعارة.


[1] الهبل: الكذب و الخداع.

[2] ضنّت: بخلت أو سترت.

[3] واقع الوردا: حاربها أو داناها، أو جامعها.

[4] محق القمر: دخل في المحاق، و هو ما يرى في القمر من نقص في جرمه و ضوئه بعد انتهاء ليالي اكتماله.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست