responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 180

بالعلف حتى كاد يسنق. و ليس هذا معناه، و إنما المعنى فيه ما قال أبو عبيدة: أن ملوك العرب بلغ من حزمها و نظرها في العواقب ان احدهم لا يبيت الا و فرسه موقوف بسرجه و لجامه بين يديه قريبا منه، مخافة عدو يفجؤه أو حالة تصعب عليه، فكان للنعمان فرس يقال له اليحموم، فيتعاهده كل عشية، و هذا مما يتمادح به العرب من القيام بالخيل و ارتباطها بأفنية البيوت.

بيت لزهير

و مما عابوه و ليس بعيب، قول زهير:

قف بالدّيار التي لم يعفها القدم # بلى و غيّرها الأرياح و الدّيم‌ [1]

فنفى ثم حقق في معنى واحد، فنقض في عجز هذا البيت ما قال في صدره، لانه زعم ان الديار لم يعفها القدم، ثم انه انتبه من مرقده فقال: بلى، عفاها و غيّرها أيضا الارياح و الديم!و ليس هذا معناه الذي ذهب اليه، و إنما معناه أن الديار لم تعف في عينه، من طريق محبته لها و شغفه بمن كان فيها.

بيت لبعض الشعراء

و قال غيره في هذا المعنى ما هو أبين من هذا، و هو:

ألا ليت المنازل قد بلينا # فلا يرمين عن شزر حزينا [2]

فقوله: ألا ليت المنازل قد بلينا. أي. بلى ذكرها، و لكنها تتجدّد على طول البلى بتجدّد ذكرها.

و قال الحسن بن هانئ: في هذا المعنى فلخصه و أوضحه و شنّفه‌ [3] و قرّطه حيث يقول:


[1] الديم: جمع الديمة: و هي المطر يطول زمانه في سكون.

[2] الشزر: نظرة الإعراض أو الغضب أو الاستهانة.

[3] شنّف: زيّن.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست