responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 181

لمن دمن تزداد طول نسيم # على طول ما أقوت و حسن رسوم‌ [1]

تجافي البلى عنهم حتى كأنما # لبسن على الاقواء ثوب نعيم‌ [2]

مروان و ابن يزيد

و مما عيب من الشعر بعيب، ما يروى عن مروان بن الحكم أنه قال لخالد بن يزيد ابن معاوية و قد استنشده من شعره فأنشده:

فلو بقيت خلائف آل حرب # و لم يلبّسهم الدهر المنونا

لأصبح ماء أهل الارض عذبا # و أصبح لحم دنياهم سمينا

فقال له مروان: «منونا» و «سمينا» و اللّه إنها لقافية ما اضطرّك إليها الا العجز.

و هذا مما لا عجز فيه و لا عابه أحد في قوافي الشعر، و ما أرى العيب فيه إلا على ما رآه عيبا، لأن الياء و الواو يتعاقبان في أشعار العرب كلّها قديمها و حديثها، قال عبيد ابن الابرص:

و كلّ ذي غيبة ينوب # و غائب الموت لا يئوب‌ [3]

من يسال الناس يرموه # وسائل اللّه لا يخيب‌

و مثله من المحدثين:

أ جارة بيتينا أبوك غيور # و ميسور ما يرجى لديك عسير

بيت لذي الرمة

و مما عيب من الشعر و ليس بعيب. قول ذي الرمة:

رأيت الناس ينتجعون غيثا # فقلت لصيدح: انتجعي بلالا [4]

و لما أنشد هذا الشعر بلال بن ابي بردة قال: يا غلام مر لصيدح بقتّ و علف،


[1] الدمن: جمع الدمنة: و هي آثار الناس و ما سودوا، و آثار الدار و غير ذلك.

[2] الأقواء: جمع القواء: و هي القفر من الأرض.

[3] يئوب: يرجع.

[4] انتجع القوم: ذهبوا لطلب الكلأ.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست