responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 178

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة # إلى ضوء نار في بقاع تحرّق‌ [1]

تشبّ لمقرورين يصطليانها # و بات على النار النّدى و المحلق‌ [2]

رضيعي لبان ثدي أم تقاسما # بأسحم داج عوض لا نتفرّق‌ [3]

ترى الجود يسري سائلا فوق وجهه # كما زان متن الهندو انّي رونق‌

فلما أتته القصيدة جعلت الاشراف تخطب اليه، و يقول القائل:

و بات على النار الندى و المحلق‌

و قوله: «تقاسما بأسحم داج» ، يقول: تحالفا على الرماد، و هذا شي‌ء تفعله الفرس لئلا يفترقوا أبدا. و العوض: الدهر.

ما يعاب من الشعر و ليس بعيب‌

لحماد

قال الاصمعي: سمعت حماد الراوية و أنشد رجل بيتا لحسان:

يغشون حتى ما تهرّ كلابهم # لا يسألون عن السّواد المقبل‌ [4]

فقال: ما يعرف هذا الا في كلاب الحانات.

و أنشده آخر قول الشاعر:

لمن منزل بين المذانب و الجسر [5]

فقال: ما يعرف هذا الا دار الياسيريين‌ [6] .


[1] تحرّق: توقد و تلتهب.

[2] المقرور: الذي أصابه البرد.

[3] بأسحم داج: يريد سواد حلمة ثدي أمه. و يقال: عوض لا أفعله، يحلف الدهر و الزمان.

[4] تهرّ الكلاب: تنبح و تكشر عن أنيابها.

[5] المذانب: جمع مذنب، و هو مسيل الماء.

[6] معنى هذا اللفظ غير واضح.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست