responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 134

و قال أنس بن مالك خادم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: قدم علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ما في الأنصار بيت إلا و هو يقول الشعر. قيل له: و أنت أبا حمزة؟قال: و أنا و قال عمرو بن العاص يوم صفّين:

شبّت الحرب فأعددت لها # مفرّع الحارك محبوك الثّبج‌ [1]

يصل الشّدّ بشدّ فإذا # ونت الخيل عن الشدّ معج‌ [2]

جرشع أعظمه جفرته # فإذا ابتلّ من الماء خرج‌ [3]

و قال عبد للّه بن عمرو بن العاص:

فلو شهدت جمل مقامي و مشهدي # بصفّين يوما شاب منها الذوائب

عشيّة جا أهل العراق كأنهم # سحاب ربيع زعزعتها الجنائب‌ [4]

و جئناهم نردي كأنّ صفوفنا # من البحر مدّ موجه متراكب

إذا قلت قد ولّوا سراعا بدت لنا # كتائب منهم فارجحنّت كتائب‌ [5]

فدارت رحانا و استدارت رحاهم # سراة النهار ما توالى المناكب

و قالوا لنا إن نرى ان تبايعوا # عليّا فقلنا بل نرى أن نضارب‌

و من شعراء التابعين‌

عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود، و هو ابن أخي عبد اللّه بن مسعود صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هو أحد السبعة من فقهاء المدينة، و له يقول سعيد بن المسيب: أنت الفقيه الشاعر؟[قال‌]: لا بدّ للمصدور أن ينفث. يعني أنه من كان في صدره زكام فلا بدّ أن ينفث به زكمة صدره: يريد أن كل من اختلج في صدره شي‌ء من شعر أو غيره ظهر على لسانه.


[1] الثبج: ما بين الكاهل و الظهر.

[2] الشدّ: الحضر و العدو. و المعج: سرعة المر

[3] الجرشع: عظم الصدر. و الجفرة: جوف الصدر.

[4] الجنائب: جمع جنوب: و هي ريح تهب من الجنوب.

[5] ارجحنّ: اتسع و انبسط.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست