responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 13

فباتوا لنا ضيفا و بتنا بنعمة # لنا مسمعات بالدّفوف و زامر

فلم نقرهم شيئا و لكن قراهم # صبوح لدينا مطلع الشّمس حازر [1]

و صبّحهم عند الشروق كتائب # كأركان سلمى سيرها متواتر

كأنّ نعام الدّوّ باض عليهم # و أعينهم تحت الحبيك خوازر [2]

من الضاربين الهام يمشون مقدما # إذا غصّ بالرّيق القليل الحناجر

أظنّ سراة القوم أن لن يقاتلوا # إذا دعيت بالسفح عبس و عامر

ضربنا حببك البيض في غمر لجّة # فلم ينج في الناجين منهم مفاخر

هوى زهدم تحت العجاج لعامر # كما انقضّ باز أقتم الرّيش كاسر [3]

يفرّج عنا كلّ ثغر نخافه # مسحّ كسرحان القصيمة ضامر [4]

و كل طموح في العنان كأنها # إذا اغتمست في الماء فتخاء كاسر [5]

لها ناهض في الوكر قد مهدت له # كما مهدت للبعل حسناء عاقر [6]

تخاف نساء يبتززن حليلها # محرّبة قد أحردتها الضّرائر [7]

استعار هذا البيت «فألقت عصاها» من المعقر البارقي. إذ كان مثلا في الناس- راشد بن عبد ربه السّلمى، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد استعمل أبا سفيان بن حرب على نجران فولاه الصلاة و الحرب، و وجه راشد ابن عبد ربه السلمي أميرا على المظالم و القضاء، فقال راشد بن عبد ربه:

صحا القلب عن سلمى و أقصر شأوه # و ردّت عليه تبتغيه تمّاضر [8]


[1] حازر: الحامض من اللبن.

[2] يقال خزرت العين: اذا صغرت و ضاقت خلقة.

[3] أقتم الريش: أسوده. و الكاسر: الذي يكسر جناحيه و يضمهما اذا أراد السقوط

[4] المسح: الفرس الجواد السريع. و القصيمة: رملة تنبت الغضا.

[5] الفتخاء الكاسر: العقاب. و الفتخ: اللين في المفاصل و غيرها

[6] الناهض: الفرخ الذي وقر جناحاه متى استقل للنهوض‌

[7] محربة: شديدة الغضب‌

[8] الشأو: الشوط، أو الأمد و الغاية

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست