قال أبو عبيدة: لما قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر الكلابي، أتى صديقا له من كندة فالتف عليه، فطلبه الملك فخفى ذكره حتى شخص من عند الكندي، و أضمرته [5] البلاد حتى استجار بزياد أحد بني عجل بن لجيم، فقام بنو ذهل بن ثعلبة و بنو عمرو بن شيبان فقالوا لعجل: أخرجوا هذا الرجل من بين أظهركم، فإنه لا طاقة لنا بالشهباء و دوسر-و هما كتيبتان للأسود بن المنذر-و لا بمحاربة الملك فأبت ذلك عليهم عجل، فلما رأى ذلك الحارث بن ظالم كره أن تقع بينهم فتنة بسببه، فارتحل من بني عجل إلى جبلي طيء، فأجاروه، فقال في ذلك:
لعمري لقد حلّت بي اليوم ناقتي # على ناصر من طيّىء غير خاذل
فأصبحت جارا للمجرّة فيهم # على باذخ يعلو يد المتطاول [6]
إذا أجا لفّت عليّ شعابها # و سلمى فأنّى أنتم من تناولي [7]