responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 14

و حلمه شيب القذال عن الصّبا # و للشيب عن بعض الغواية زاجر [1]

فأقصر جهلي اليوم و أرتدّ باطلي # عن اللهو لمّا ابيضّ مني الغدائر

على أنه قد هاجه بعد صحوة # بمعرض ذي الآجام عس بواكر [2]

و لما دنت من جانب الغوط أخصبت # و حلّت فلاقاها سليم و عامر

و خبّرها الركبان أن ليس بينها # و بين قرى بصرى و نجران كافر

فألقت عصاها و استقرّت بها النّوى # كما قرّ عينا بالإياب المسافر [3]

فاستعار هذا البيت الأخير من المعقر البارقي، و لا أحسبه استجاز ذلك إلا لاستعمال العامة له و تمثلهم به.

يوم مقتل الحارق بن ظالم بالخربة [4]

قال أبو عبيدة: لما قتل الحارث بن ظالم خالد بن جعفر الكلابي، أتى صديقا له من كندة فالتف عليه، فطلبه الملك فخفى ذكره حتى شخص من عند الكندي، و أضمرته‌ [5] البلاد حتى استجار بزياد أحد بني عجل بن لجيم، فقام بنو ذهل بن ثعلبة و بنو عمرو بن شيبان فقالوا لعجل: أخرجوا هذا الرجل من بين أظهركم، فإنه لا طاقة لنا بالشهباء و دوسر-و هما كتيبتان للأسود بن المنذر-و لا بمحاربة الملك فأبت ذلك عليهم عجل، فلما رأى ذلك الحارث بن ظالم كره أن تقع بينهم فتنة بسببه، فارتحل من بني عجل إلى جبلي طي‌ء، فأجاروه، فقال في ذلك:

لعمري لقد حلّت بي اليوم ناقتي # على ناصر من طيّى‌ء غير خاذل

فأصبحت جارا للمجرّة فيهم # على باذخ يعلو يد المتطاول‌ [6]

إذا أجا لفّت عليّ شعابها # و سلمى فأنّى أنتم من تناولي‌ [7]


[1] القذال: جماع مؤخر الرأس‌

[2] العيس: الإبل‌

[3] الإياب: العودة و الرجوع.

[4] الخربة: مما يلي ضربة

[5] أضمرته: أهزلته و أضعفته‌

[6] المجرّة: مجموعة كبيرة من النجوم.

[7] أجأ و سلمى: جبلان عن يسار سميراء و بينهما سير ليلتين.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست