اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه الجزء : 6 صفحة : 129
ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه # للّه أرحام هناك تمزّق [1]
صبرا يقاد إلى المنيّة متعبا # رسف المقيّد و هو عان موثّق [2]
قال ابن هشام: قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لما بلغه هذا الشعر: لو بلغني قبل قتله ما قتلته.
بين النبي و أبي جرول يوم حنين
من حديث زياد بن طارق الجشمي قال: حدّثني أبو جرول الجشمي-و كان رئيس قومه-قال: أسرنا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم يوم حنين، فبينما هو يميز الرجال من النساء، إذ و ثبت فوقفت بين يديه و أنشدته:
امنن علينا رسول اللّه في حرم # فإنك المرء نرجوه و ننتظر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها # يا أرجح الناس حلما حين يختبر
إنا لنشكر للنّعماء إذا كفرت # و عندنا بعد هذا اليوم مدّخر
فذكّرته حين نشأ في هوازن و أرضعوه، فقال عليه الصلاة و السلام: أما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو للّه و لكم. فقالت الأنصار: و ما كان لنا فهو للّه و لرسوله.
فردّت الانصار ما كان في أيديها من الذراري و الأموال! فإذا كان هذا مقام الشعر عند النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأيّ وسيلة تبلغه أو تعسره؟
فتح مكة
و كان الذي هاج فتح مكة أن عمرو بن مالك الخزاعي، ثم أحد بني كعب خرج من مكة حتى قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم المدينة، و كانت خزاعة في حلف النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في عهده و عقده، فلما انتقضت عليهم قريش بمكة و أصابوا منهم ما أصابوا، أقبل عمرو بن سالم الخزاعي بأبيات قالها، فوقف على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو جالس في المسجد بين أظهر الناس، فقال: