responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 116

بيض الوجوه غداة الروع تحسبهم # جنان عبس عليها البيض و الزّغف‌ [1]

لمّا التقينا كشفنا عن جماجمنا # ليعلموا أننا بكر فينصرفوا

قالوا البقيّة و الهنديّ يحصدهم # و لا بقية إلا السيف فانكشفوا

لو أنّ كلّ معدّ كان شاركنا # في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف

لما أمالوا إلى النشّاب أيديهم # ملنا ببيض فظلّ الهام يختطف‌ [2]

إذا عطفنا عليهم عطفة صبرت # حتى تولت و كاد اليوم ينتصف

بطارق و بنو ملك مرازبة # من الأعاجم في آذانها النّطف‌ [3]

من كلّ مرجانة في البحر أحرزها # تيّارها و وقاها طينها الصدف

كأنما الآل في حافات جمعهم # و البيض برق بدا في عارض يكف‌ [4]

ما في الخدود صدود عن سيوفهم # و لا عن الطّعن في اللبّات منحرف‌

و قال الأعشى يلوم قيس بن مسعود:

أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد # و أنت امرؤ ترجو شبابك وائل

أ طورين في عام غزاة و رحلة # ألا ليت قيسا غرقته القوابل‌ [5]

لقد كان في شيبان لو كنت عالما # قباب وحيّ حلة و قنابل

و رجراجة تعشي النواظر فحمة # و جرد على أكتافهنّ الرّواحل‌ [6]

رحلت و لم تنظر و أنت عميدهم # فلا يبلغنّي عنك ما أنت فاعل

فعرّيت من أهل و مال جمعته # كما عريت مما تمرّ المغازل

شفى النفس قتلى لم توسّد خدودها # و سادا و لم تعضض عليها الأنامل

بعينيك يوم الحنو إذ صبّحتهم # كتائب موت، لم تعقها العواذل‌


[1] الزّغف: الدرع الواسعة الطويلة.

[2] البيض: السيوف.

[3] النطف: جمع نطفة و هي القرط.

[4] الآل: آل الرجل: أهله و عياله.

[5] يقال للصبي اذا مات في بطن أمه: غرفته القوابل.

[6] الرجراجة: يريد كتيبة رجراجة، التي لا تكاد تسير لكثرتها.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 6  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست