responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 8

فخّا، فجاءت عصفورة فنزلت عليه، فقالت: ما لي أراك منحنيا؟قال: لكثرة صلاتي انحنيت. قالت: فمالي أراك بادية [1] عظامك؟قال: لكثرة صيامي بدت عظامي.

قالت: فمالي أرى هذا الصّوف عليك؟قال: لزهادتي في الدنيا لبست الصوف.

قالت: فما هذه العصا عندك؟قال: أتوكّأ عليها و أقضي بها حوائجي. قالت: فما هذه الحبّة في يدك؟قال: قربان إن مرّ بي مسكين ناولته إياه. قالت: فإني مسكينة!قال:

فخذيها. فدنت فقبضت على الحبة، فإذا الفخ في عنقها. فجعلت تقول: قعي قعي.

تفسيره: لا غرّني ناسك مراء بعدك أبدا.

اسرائيلي و قبرة:

داود بن أبي هند عن الشّعبي: أن رجلا من بني إسرائيل صاد قبّرة، فقالت: ما تريد أن تصنع بي؟قال: أذبحك فآكلك!قالت: و اللّه ما أشفي من قرم‌ [2] و لا أغني من جوع، و لكني أعلمك ثلاث خصال هي خير لك من أكلي: أما الواحدة فأعلمكها و أنا في يدك، و الثانية إذا صرت على هذه الشجرة، و الثالثة إذا صرت على الجبل.

فقال: هات الأولى، قالت: لا تتلهفن على ما فاتك. فخلّى عنها؛ فلما صارت فوق الشجرة قال: هات الثانية. قالت: لا تصدّقن بما لا يكون أنه يكون. ثم طارت فصارت على الجبل، فقالت: يا شقيّ!لو ذبحتني لأخرجت من حوصلتي درّة فيها زنة عشرين مثقالا. قال: فعضّ على شفتيه و تلهّف ثم قال: هات الثالثة. قالت له: أنت قد نسيت الاثنتين، فكيف أعلّمك الثالثة؟أ لم أقل لك لا تتلهفنّ على ما فاتك؟فقد تلهفت عليّ إذ فتّك، و قلت لك. لا تصدقن بما لا يكون، أنه يكون!فصدقت!أنا و عظمي و ريشي لا أزن عشرين مثقالا، فكيف يكون في حوصلتي ما يزنها؟

من أمثال الهند:

و في كتاب للهند: مثل الدنيا و آفاتها و مخاوفها و الموت و المعاد الذي إليه مصير الإنسان:


[1] بادية: واضحة.

[2] قرم: شدة شهوة اللحم.

اسم الکتاب : العقد الفريد المؤلف : ابن عبد ربه    الجزء : 3  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست